لقمان الحكيم

لم يرد ذكر لقمان في كتاب الله عز وجل إلا في السورة التي تحمل اسمه،  قال تعالى: وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ. 


وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: «والله ما أوتي لقمان الحكمة لحسَب ولا مال ولا بسط في جسم ولا جمال، ولكنه كان رجلا قويا في أمر الله، متورّعا في الله، ساكتا سكينا عميق النظر، طويل التفكر، حديد البصر. ولم ينم نهارا قط، ولم يتكئ في مجلس قط، ولم يمرّ بين رجلين يقتتلان أو يختصمان إلا أصلح بينهما، وكان يكثر مجالسة الفقهاء والعلماء، ويتعلّم من العلوم ما يغلب به نفسه، ويجاهد به هواه، وكان لا يظعن - أي لا يسافر - إلا فيما ينفعه، ولا ينظر إلا فيما يعنيه، فبذلك أوتي الحكمة ومنح العصمة. 


وقال بعض الناس للقمان: ألست كنت ترعى الغنم معنا؟ فقال: نعم، فقالوا: من أين أوتيت ما نرى؟ قال: قدَر الله، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، والصمت عمّا لا يعنيني. 


وثمة قصة معروفة أيضا عن لقمان، وهي أن مولاه دعاه - يوم كان عبدا - فقال: اذبح شاة، فأتني بأطيب مضغتين منها، فذبح شاة، وأتاه بالقلب واللسان. وبعد عدة أيام أمره أن يذبح شاة ويأتيه بأخبث أعضائها، فذبح شاة وأتاه بالقلب واللسان، فتعجب وسأله عن ذلك فقال: إنّ القلب واللسان إذا طهرا فهما أطيب من كل شئ، وإذا خبثا كانا أخبث من كل شئ. 
 

2022-01-13 | 590 قراءة