إمرأتا نوح ولوط

جاء في سورة التحريم الآية العاشرة منها: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ).   


زوجتان غير تقيتين لنبيّين عظيمين، هما نوح ولوط عليهما السلام .. وقد ورد في كلمات بعض المفسرين أنّ زوجة نوح كانت تدعى "والهة" وزوجة لوط "والعة".  وقد وصفهما القرآن بالخيانة لزوجيهما،  والخيانة هنا لا تعني الانحراف عن جادة العفة، فلا يمكن أن تخون زوجة نبي بهذا المعنى للخيانة، فقد جاء عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: «ما بغت امرأة نبيّ قط». 


وبناءا على هذا فقد ذكر العلماء والمفسّرون بأنّ خيانة زوجة لوط إنما كانت بإفشائها أسرار هذا النبي العظيم إلى أعدائه، وكذلك فعلت زوجة نوح. 


وقيل بأن امرأة نوح كانت كافرة تقول للناس إنه مجنون، وإذا آمن به أحد أخبرت به الجبابرة من قوم نوح.


وأما امرأة لوط فكانت تدلّ أهل الفجور من قومه على ضيوفه، وتلك هي خيانتهما. 


إنّهما امرأتان لا مثيل لشقائهما، فقد كانتا في ظلّ النعمة الإلهية في بيت النبوة المطهر الذي يشع نورا على الناس ومع ذلك لم تبادرا إلى الاستفادة من هذه النعمة الكبرى ولم تهتديا إلى سبيل السعادة والنجاة في رحاب طاعة الله ورضوانه، مثلهما في ذلك كمثل الظمآن يموت عطشا وهو قائم على نبع ماء جارٍ وماؤه عذب زلال لذة للشاربين. 
 

2022-01-13 | 591 قراءة