مؤمن آل فرعون

رجل مجاهد بالكلمة والموقف جاء ذكره في سورة غافر المباركة والتي تسمّى أيضا بسورة «المؤمن»، نظرا إلى أنّ قسما كبيراً منها قد خُصِّصَ للحديث عنه. 


جاء في المصادر أنّ اسمه حزبيل، وقد نُسب إلى آل فرعون لأنّه كان من أقاربه وأرحامه.. وقيل: إنّه كان ولي عهده من بعده.


وقد عُدّ مؤمن آل فرعون من السابقين إلى الإيمان.. وقد ورد عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنه قال: «سُبَّاق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين فهم الصِّدِّيقون: حبيب النجار مؤمن آل ياسين، وحزبيل مؤمن آل فرعون، وعلي بن أبي طالب، وهو أفضلهم».


آمن حزبيل بموسى (عليه السلام) واعتبر نفسه مكلّفاً بحمايته من أي خطرٍ يمكن أن يتهدّده من قِبل فرعون وأعوانه. 


وعندما برز هذا الخطر متمثلاً بإرادة فرعون قتلَ نبيّ الله موسى بادر حزبيل بأسلوبه المؤثّر وحكمته لكي يخلّصه من الموت المحقَّق الذي أحاط به.. مستفيدا من موقعه المتميّز في بلاط فرعون. 


فنصائح هذا المؤمن وضعت فرعون بين احتمالين عقليين: فإمّا أن تكون دعوى موسى كاذبة، فهي ستزول كما يزول السراب بلا حاجة إلى قتله، وإمّا أن تكون صادقة فقتلُه حينئذٍ سيرتّب آثاراً خطيرةً وسيتحقَّق بمقتله كلّ ما توعَّدهم به من العقوبات الإلهية.


إنّ موقف مؤمن آل فرعون هو تعبير عن الإحساس بالمسؤولية الكبرى عند المنعطفات الحاسمة في مسيرة الرسالات، وإن موقفا صادقا من مؤمن مجاهد لا يخاف في الله تعالى لومة لائم لجدير بأن يترك أثره في مسيرة الإنسانية وأن يكتب له الخلود ليكون معلما في طريق الأحرار. 
 

2022-01-13 | 570 قراءة