حبيب النجار

ويعرف أيضا بـ«صاحب ياسين» وذلك لأنّ ذكره جاء في سورة «يس» المباركة.. كان ذلك عند الحديث عن رسولَي السيد المسيح (عليه السلام) إلى أنطاكية، وكانا اثنين من حواريِّيه هما «صادق» و«مصدّق» فكذّبهما أهل المدينة واعتدَوا عليهما، فعززهما الله تعالى بـ«شمعون الصفا».


وكان حبيب النجار ممّن قد سمع دعوة هؤلاء الرسل وسارع إلى الإيمان بها بعد أن رأى دلائل صدقهم وقوة حجّتهم، ما يدلّل على عقله الراجح وفطرته السليمة، فكان مؤمناً ثابت الإيمان راسخ اليقين.  وحينما بلغ حبيبا اضطراب المدينة واحتمال أن يقوم الناس بقتل هؤلاء الرسل، أسرع إليهم ودافع عن الحقّ بما استطاع ولم يدَّخر في ذلك وسعاً. قال تعالى: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾.


وفي معرض دفاعه عن رسل المسيح عليه السلام يستدل حبيب النجار عى التوحيد الذي جاؤوا به فيقول: ﴿وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾. 


كما إنه يرفض عبادة الأصنام بقوله: ﴿أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ﴾.  


لكنّ حديث حبيب النجار الزاخر بالاستدلالات القوية الدامغة، والنافذة إلى القلب، لم يكن له الأثر الإيجابي في تلك القلوب السوداء لمشركي أنطاكية، بل إنّه أثار فيها الحقد والعداوة، فقتلوه بمنتهى القسوة والغلظة، وهو يقول: (اللهم اهد قومي)..


وعرجت الروح الطاهرة لذلك المؤمن إلى جوار رحمة الله وفي نعيم الجنان، وهناك لم تكن له سوى أمنية واحدة: ﴿قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ﴾. 
 

2022-01-13 | 619 قراءة