(إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) (56) المائدة
---------
عن أبي ذر الغفاري قال: صلّيت مع رسول الله صلى الله عليه وآله يوماً من الأيام صلاة الظهر، فسأل سائلٌ في المسجد، فلم يُعطه أحد، فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم اشهد أنّي سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحدٌ شيئاً، وكان عليّ عليه السلام راكعاً، فأومأ إلى الرجل بخنصره اليمنى _ وكان يتختّم فيها _ فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره،
وقد شاهد النبي صلى الله عليه وآله ذلك وهو في حال الصلاة، فما إن فرغ من صلاته حتى رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم موسى سألك فقال: (..رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي)،
فأنزلتَ عليه قرآنا ناطقا: (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا..)، اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك، اللهم فاشرح لي صدري ويسّر لي أمري واجعل لي وزيرا علياُ أُشدد به ظهري.
قال أبو ذر: فما استتمّ رسول الله صلى الله عليه وآله كلامه حتى نزل جبرائيل من عند الله عز وجل فقال: يا محمد إقرأ، قال: وما إقرأ؟ قال: إقرأ : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ).