- 1 :بداية مراسم عاشوراء
- 10 :شهادة الإمام الحسين (ع)
- 13 :دفن شهداء كربلاء
- 25 :شهادة الإمام السجاد ع
بداية مراسم عاشوراء
![](uploaded/lvl220221017100650.png)
مستحبات وآداب شهر محرم الحرام
عن الإمام الرضا عليه السلام: "كان أبي إذا دخل شهر محرم لا يُرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه".
هيهات منا الذلّة
هلال محرّم والأحزان صنوان شروق بلون الغروب يحمل معه الدمعة الساكبة بشارة إحياء الدين وخلوده لذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وآله الأطهار عليهم السلام هو موسم للولاية والعشق، القرب والمغفرة والوعي، غدير يروي عطش المجاهدين للشهادة والنصر. وقد أمرنا أن نحيي هذه الأيام بآداب وسنن منها:
الحضور المباشر في المجالس العاشورائية:
ففي ذلك تكثير لسواد أهل الحق ومواساة لسيدة النساء عليها السلام. عن الإمام الصادق عليه السلام: "يا فضيل تجلسون وتتحدّثون؟ قال: نعم، جُعِلت فداك، قال: إنّ تلك المجالس أُحِبُّها فأحيوا أمرنا يا فضيل فرحم الله من أحيا أمرنا".
البكاء على سيد الشهداء عليه السلام:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله: " يا فاطمة كل عين باكية يوم القيامة إلّا عين بكت على مصاب الحسين عليه السلام فإنّها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة".
وعن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله: "يا فاطمة إنّ نساء أمتي يبكون على نساء أهل بيتي ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي ويجدّدون العزاء جيلاً بعد جيل في كلّ سنة فإذا كان يوم القيامة تشفعين أنت للنساء وأنا أشفع للرجال، وكلّ من بكى منهم على مصاب الحسين عليه السلام أخذنا بيده وأدخلناه الجنّة".
لبس السواد (رجالاً ونساءً وأطفالاً) ورفع الرايات السود (في البيوت والشوارع):
وهو أكثر مظاهر الحزن والمواساة شيوعاً وهو تعبير عن الانتماء إلى الخط الحسيني العاشورائي الذي استمر بمثل هذه الشعائر المباركة.
زيارة سيد الشهداء عليه السلام (طيلة أيام محرم وصفر):
وخاصة في العشر الأوائل من محرم ففي رواية الرضا عليه السلام: "يا ابن شبيب إن سرّك أن تلقى الله عزَّ وجلَّ ولا ذنب عليك فزر الحسين عليه السلام ".
الصوم المندوب:
في الأول والثالث والتاسع من محرم والامساك عن الطعام والشراب يوم العاشر إلى ما بعد العصر.
تمني الشهادة مع الإمام الحسين عليه السلام:
عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام: لابن شبيب: "يا ابن شبيب إن سَرَّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين عليه السلام فقل متى ذكرته: يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزاً عظيماً".
ذكر عطش الحسين عليه السلام عند شرب الماء:
ينقل داوود الرقي عن صادق الأئمة عليه السلام: "كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ استسقى الماء فلما شربه رأيته استعبر واغرورقت عيناه بدموعه ثم قال: يا داوود، لعن الله قاتل الحسين عليه السلام فما أنغص ذكر الحسين عليه السلام للعيش! إني ما شربت ماءً بارداً إلّا وذكرت الحسين عليه السلام وما من عبد شرب الماء فذكر الحسين عليه السلام ولعن قاتله إلّا كتب الله له مائة ألف حسنة، ومحا عنه مائة ألف سيئة، ورفع له مائة ألف درجة، وكان كأنما أعتق مائة ألف نسمة، وحشره الله يوم القيامة أبلج [مشرق] الوجه".
تعزية المؤمنين:
عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام: "ليُعزِّ بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين عليه السلام ". وتقول: "عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا من الطالبين بثأره مع وليه الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ".
لعن قتلة الحسين عليه السلام:
ففي حديث الرضا عليه السلام لابن شبيب: "يا ابن شبيب إن سرَّك أن تسكن الغرف المبنية في الجنّة مع النبي وآله عليهم السلام فالعن قتلة الحسين عليه السلام ".
استحباب إحياء ليلة العاشر من المحرم وزيارته عليه السلام فيها:
وذلك اقتداء بالحسين عليه السلام وصحبه حيث باتوا في هذه الليلة متهجّدين تالين للقرآن وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من أحيا ليلة عاشوراء فكأنما عبد الله عبادة جميع الملائكة وأجر العامل فيها يعدل سبعين سنة".
ترك السعي في حوائج الدنيا يوم عاشوراء:
فعن مولانا علي بن موسى الرضا عليه السلام أنّه قال: "من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة".
توطين النفس على انتظار الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه والتضحية في خط التمهيد له عجل الله تعالى فرجه:
عن أمير المؤمنين عليه السلام: "انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله فإنّ أحبّ الأعمال إلى الله عزَّ وجلَّ انتظار الفرج. والمنتظر لأمرنا كالمتشخط بدمه في سبيل الله".
المشاركة في الشعائر الجماعية:
إنّ المشاركة في الشعائر الجماعية التي تقام احياءً للمناسبة تعبير صادق عن الرفض لكل ظلم وباطل وإعلان للبراءة من الظالمين في هذا العصر اقتداءً بسيد الشهداء وأبي الأحرار والثوار عليه السلام وتأكيد على الحضور والجهوزية لنصرة ثار الله المنتظر عجل الله تعالى فرجه.
تكريم أنصار الحسين عليه السلام في هذا العصر وتقديم الدعم لهم:
لعلّ أفضل ما يمكن أن يقدَّم على درب الوفاء للمولى أبي عبد الله عليه السلام تكريم أنصاره الحقيقيّين في هذا العصر ألا وهم جنود المقاومة الإسلامية البواسل. ونجدّد العهد على المضي في هذا الدرب الذي عبَّدوه بالدم الطاهر قربة إلى الله تعالى واعلاء لكلمته. يقول الإمام روح الله الخميني قدس سره: "علينا أن نعبّر عن تقديرنا لأولئك المقاتلين الأعزاء.. الذين أوقدوا بدمائهم الطاهرة مشاعل طريق الحرية لكلّ الشعوب المكبّلة".
لتكون مجالس سيد الشهداء عليه السلام محافل مواساة وفخر فلنحافظ معاً على:
1. الذهاب الى المجالس العاشورائية والحضور فيها عند الموعد المحدد، بروحية المواساة للمعصومين محمد وآله الأطهار عليهم صلوات الله اجمعين ، خصوصاً للصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام، وتقديم العزاء الى صاحب العزاء الإمام المهدي عليه السلام، خصوصاً في الليلة الأولى فنسلم عليه، نعزيه ونواسيه عن الإمام الصادق عليه السلام " يا فضيل تجلسون وتتحدثون؟ قال: نعم، جعلت فداك، قال: إن تلك المجالس أحبّها فأحيوا أمرنا يا فضيل رحم الله من أحيا أمرنا".
2. إظهار الحزن من خلال:
أ- لبس السواد رجالاً ونساءً وأطفالاً.
ب- رفع الرايات السوداء في البيوت والأماكن العامة.
3. البكاء على سيد الشهداء عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: "يا فاطمة كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت على مصاب الحسين عليه السلام، فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة"
4. تعزية المؤمنين عن الإمام الباقر عليه السلام: " ليعز بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين عليه السلام، وتقول: " عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين عليه السلام، وجعلنا من الطالبين بثأره مع وليه الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم
5. ذكر عطش الحسين عليه السلام عند شرب الماء ينقل داوود الرقي: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ استسقى الماء، فلما شربه رأيته استعبر واغرورقت عيناه بدموعه ثم قال: " يا داوود لعن الله قاتل الحسين عليه السلام، فما أنغص ذكر الحسين عليه السلام للعيش ! إني ما شربت ماء بارداً إلا وذكرت الحسين عليه السلام".
6. زيارة الإمام الحسين عليه السلام عن الإمام الرضا عليه السلام قوله: "يا ابن شبيب إن سرّك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك، فزر الحسين عليه السلام .
7. لعن قتلة الحسين عليه السلام: فقد روي عن الإمام الرضا عليه السلام قوله: "يا ابن شبيب إن سرّك أن تسكن الغرف المبنية في الجلة مع النبي وآله عليهم السلام، فالعن قتلة الحسين عليه السلام.
8. زيارة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ولو زيارة مختصرة والمداومة عليها خصوصاً عقيب الصلوات.
9. الاهتمام بسنّة الإطعام على حب الامام الحسين عليه السلام، خصوصاً عقیب المجالس العاشورائية، لما له من بركات روحية وتكوينية.
10. ترك السعي في حوائج الدنيا يوم عاشوراء : عن الإمام الرضا عليه السلام: " من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة.
شهادة الإمام الحسين (ع)
دفن شهداء كربلاء
![](uploaded/lvl220221017100620.png)
من دفن الحسين (عليه السلام) وأصحابه ومتى وكيف؟
من القواعد العامة والثابتة عند الشيعة هي أن المعصوم لا يجهزه ولا يدفنه إلا معصوم مثله، فرسول الله (ص) مثلاً جهزه ودفنه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وكذلك سيدة النساء فاطمة عليها السلام قام الإمام عليه السلام بغسلها وتجهيزها ودفنها ليلاً وعفا موضع قبرها حسب وصيتها عليها السلام. والإمام علي (عليه السلام) جهزه ودفنه ابنه الإمام الحسن (عليه السلام) ... وهكذا كل إمام أو معصوم قام بتجهيزه المعصوم الآخر .
والآن السؤال هو: من الذي دفن الحسين (عليه السلام) مع العلم أن إبنه الإمام زين العابدين كان أسيراً بأيدي الأعداء في الكوفة؟
نقول: أجل كان علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) أسيراً بأيدي الأعداء ولكن تمكن من الخروج من السجن ليلاً مساء الثاني عشر من المحرم ووصل إلى كربلاء صبيحة الثالث عشر منه ودفن أباه الحسين (عليه السلام) وصحبه بمعونة رهط من بني أسد كانوا هناك ولما فرغ من مواراتهم جميعاً وعرفهم بمواقع قبور الأصحاب والهاشميين وأبي الفضل العباس وحبيب بن مظاهر عند ذلك عرفهم بنفسه وطلب اليهم أن يقوموا بضيافة الزائرين ودلالتهم وتعريفهم . ثم ودعهم وعاد إلى سجن عبيد الله بن زياد ليلاً دون أن يشعر به الحراس وكانت عمته العقيلة زينب (عليها السلام) قد افتقدته تلك الليلة ولما عاد أخبرها أنه مضى لمواراة جثمان أبيه الحسين (عليه السلام) وصحبه . نعم لقد دفن جسد الحسين (عليه السلام) في الثالث عشر من المحرم أي بعد مقتله بثلاثة أيام ولكن رأس الحسين بقي على أطراف الرماح وبأيدي الأعداء وبين يدي ابن زياد ويزيد لعنهما الله حتى أعاده الإمام زين العابدين إلى كربلاء عندما رجع من الأسر وألحقه بالجسد الشريف وذلك بعد أربعين يوماً من مقتله أي في العشرين من شهر صفر . هذا أصح الأقوال وأقربها إلى الاعتبار عند المحققين.
وهناك أقوال مختلفة في تحديد مدفن رأس الحسين، غير أن الذي عليه الشيعة هو القول الأول أعني أن الإمام السجاد أعاده إلى كربلاء ودفنه مع الجسد. وبهذه المناسبة تكونت زيارة الأربعين حيث تفد المواكب العزائية وآلاف الزائرين إلى كربلاء يوم العشرين من شهر صفر فكأنهم يقومون بدور الاستقبال للإمام السجاد (عليه السلام) وبنات الرسالة العائدين من الشام ومعهم رأس الحسين (عليه السلام)، وفي نفس الوقت يجددون الاحتفال بذكرى مرور اربعين يوماً على شهادة الحسين (عليه السلام).
وأول من قام بهذه الزيارة من غير قصد إلى المناسبة المذكورة هو الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري (ره) الذي عظم عليه نبأ قتل الحسين (عليه السلام) وهو في المدينة فخرج منها متوجهاً إلى كربلاء لزيارة قبر الحسين (عليه السلام) وإصطحب معه رجلاً يقال له ابن عطية وغلاماً له، وصادف وصوله الى كربلاء يوم التاسع عشر من صفر، اي قبل ورود أهل البيت (عليه السلام) بيوم واحد، فلما وصل جابر إلى كربلاء توجه إلى شاطئ الفرات فاغتسل وغسل ثيابه ثم توجه نحو القبور الطاهرة بهدوء وخشوع وكان يسبح الله ويهلله ويقول لصاحبه بن عطية قصر الخطا في زيارة الحسين (عليه السلام) فإني سمعت رسول الله (ص) يقول إن لزائر الحسين (عليه السلام) بكل خطوة حسنة عند الله تعالى . ولما أتم جابر زيارة قبر الحسين (عليه السلام) توجه إلى قبور الشهداء حوله وسلم عليهم وحياهم أحسن تحية ثم قال لهم أشهد أننا قد شاركناكم فيما أنتم فيه من الأجر الجزيل عند الله سبحانه، فقال له ابن عطية وكيف نكون شركاءهم في أجرهم وثوابهم مع أننا لم نضرب بسيف ولم نطعن برمح والقوم كما ترى قد بذلوا أنفسم وضحوا بكل ما لديهم؟ فقال جابر نعم يابن عطية لقد سمعت رسول الله (ص) يقول من أحب عمل قوم أشرك معهم في عملهم، وإن نيتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين وأصحابه .
والخلاصة: لقد التقى جابر بن عبد الله الأنصاري في اليوم الثاني بالإمام زين العابدين (عليه السلام) عند قبر الحسين (عليه السلام) واستمع منه إلى تفاصيل ما جرى هناك فكثر البكاء والعويل حول قبر الحسين (عليه السلام) وأقيمت المآتم من قبل أهل السواد والنواحي الذين كانوا قد توافدوا لزيارة قبر الحسين (عليه السلام) وللسلام على زين العابدين وبنات الرسالة واستمروا على تلك الحال ثلاثة أيام ثم بعد ذلك ارتحل زين العابدين عليه السلام بالعائلة من كربلاء مواصلا سيره نحو المدينة المنورة .
المصدر: مأساة الحسين (عليه السلام) بين السائل والمجيب - بتصرف