(يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66) التوبة.
-------------
روي أنَّ اثني عشر من المنافقين كانوا قد اجتمعوا في مكان خفي وقرّروا قتل النبي صلى الله عليه وآله عند رجوعه من غزوة تبوك! وكانت خطتهم أن ينصبوا كميناً في إحدى عقبات الجبال، وعندما يمرّ النبي صلى الله عليه وآله من تلك العقبة يُنفِّرون بعيره فيقتلونه، وقال بعضهم لبعض: إن فطن محمد لخطتنا نقول: إنما كنا نخوض ونلعب! وإن لم يفطن قتلناه. فأطلع الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله على ذلك، فأمر جماعة من المسلمين أن يحذروا ويراقبوا الطريق، فلما وصل الركب إلى العقبة اقترب المنافقون وقد تلثّموا لإخفاء وجوههم، فأمر صلى الله عليه وآله حذيفة بن اليمان أن يضرب وجوه دوابّهم ويدفعهم، ففعل حذيفة ذلك. فلما جاوز النبي العقبة _ وقد زال الخطر _ سأل حذيفة: هل عرفتهم؟ فقال: لم أعرف أحداً منهم، فعرّفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهم. فقال حذيفة: ألا ترسل إليهم من يقتلهم. فقال النبي صلى الله عليه وآله: إني أكره أن تقول العرب: إنّ محمداً لمّا انقضت الحرب بينه وبين المشركين وضع يده في قتل أصحابه. فنزلت الآيات من سورة التوبة.