هي السيدة الجليلة والدة خاتم الأنبياء صلّى الله عليه وآله وسلم. ولدت عليها السلام في حدود منتصف القرن السادس الميلادي.
أبوها "وهب بن عبد مناف" سيّد بني زهرة شرفاً وحسباً.
أُمّها بَرّة بنت عبد العزّى بن عثمان.
للسيدة آمنة كرامات لا تحصى، فقد حملت في أحشائها أشرف الخلق الذي دنا فتدلّىٰ فكان قاب قوسين أو أدنىٰ، وقد وردت جملة من الأحاديث المشيرة إلى طهارتها، كقوله صلى الله عليه وآله: «لم أزل اُنقَل من أصلاب الطاهرين، إلى أرحام الطاهرات، حتىٰ أُسكنتُ في صلب عبد الله ورحم آمنة بنت وهب».
وقوله صلى الله عليه وآله: «نُقلنا من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزكيّة».
كانت آمنة بنت وهب من أحسن النساء جمالاً، وأعظمهن كمالاً، وأفضلهن حسباً ونسباً، وقد تزوجت من ابنَ عمّها (عبد الله بن عبد المطلب) وهو من أكثر الشباب وسامة وذيوعَ صيتٍ في مكة..
حملت السيدة آمنة بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله .. وأولدته بعد حوالى خمسين يوماً من حادثة الفيل المشهورة.
ولقد أضاءت الدنيا ليلة وُلد النبي صلى الله عليه وآله.. وقام جده عبد المطلب بحمله وانطلق به إلى الكعبة المعظّمة ليدعو الله تعالى ويشكر له أن وهبه ولداً لم تلد الأمهات مثله.
لمّا بدرت علىٰ محمد صلى الله عليه وآله بوادر النضج المبكّر، ورأت السيدة آمنة في وليدها مخايل الرجل العظيم بدأت تتهيّأ للرحيل الى يثرب حيث قبر زوجها عبد الله الذي فارقها قبل سبع سنوات.
استمرّت إقامة آمنة وطفلها الكريم في يثرب شهراً كاملاً.. عزمت بعدها على الرجوع إلى مكة.
في طريق العودة هبّت رياح عاصفة فشعرت عندها السيدة آمنة بضعف في جسدها المتعب وأحسّت بالفراق المحتوم، فتشبّثت بوحيدها محمد صلى الله عليه وآله معانقة له وتقول: (كلّ حيّ يموت، وكلّ جديد بالٍ، وكلّ كبير يفنى، وأنا ميّتة ولكن ذكري باقٍ، فقد تركت خيراً، وولدت طهراً)، ثمّ أرخت ذراعيها راحلةً إلى الملكوت الأعلى.
دُفنت السيدة آمنة بنت وهب – على رواية - في منطقة تدعى الأبواء بين المدينة ومكة، وفي رواية أخرى أنّها دفنت في مكّة المكرمة في مقبرة الحَجون...