والدة الإمام الصادق عليه السلام هي السيدة فاطمة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر بن أبي قُحافة.. كان أبوها القاسم من فقهاء المدينة المنورة.
أما والدتها فهي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر.
كُنّيت السيدة فاطمة بأُمّ فروة.. وهي امرأة مخدّرة جليلة، من ربّات العبادة والورع والزهد، ومن فواضل نساء عصرها..
تزوج الإمام الباقر عليه السلام من السيدة فاطمة فبارك الله تعالىٰ في هذا الزواج، وغمرت ألطافه الزوجين الكريمين، واحتفّ بيتهما الطاهر بدعاء الملائكة المقرّبين، فجاء منهما من ملأ علمُه الخافقين إمام الفقهاء الإمام جعفر الصادق عليه السلام..
وَلَدَتْ السيدة فاطمة بنت القاسم رضوان الله عليها، إمامنا الصادق يوم السابع عشر من شهر ربيع الأوّل، في السنة الثالثة والثمانين بعد الهجرة، في مدينة جدّه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
كانت السيدة فاطمة من العارفات الصالحات، وفي غاية الورع والتقىٰ، ويكفيها فخراً ما ورد عن ولدها الإمام الصادق عليه السلام في حقّها حيث يقول: «كانت أُمّي ممّن آمنت واتقت وأحسنت، والله يحب المحسنين».
كانت رضي الله تعالىٰ عنها عالمة بالحديث مشغوفة بروايته عن أئمة الهدىٰ عليهمالسلام، ومن أحاديثها ما روتها عن زوجها الإمام الباقر عليه السلام أنه قال لها: «يا أمّ فروة، إنّي لأدعو الله لمذنبي شيعتنا في اليوم والليلة ألف مرّة؛ لأنّا نحن فيما ينوبنا من الرزايا نصبر علىٰ ما نعلم من الثواب، وهم يصبرون علىٰ ما لا يعلمون».
لم يذكر التاريخ وفاة السيدة فاطمة بنت القاسم رضي الله عنها، ولا شكّ أنه كان يوماً حزيناً على أهل البيت عليهم السلام والأسرة الهاشمية وابنها الإمام الصادق عليه السلام، وهم يودّعون سيدة من خيرة نساء زمانها..