هي أم الإمام الرضا عليه السلام من أشراف العجم، وهي جارية ولدت في ديار العرب، وتأدّبت بآدابهم.
للسيدة نجمة ألقاب عدّة منها: سكن، وأروىٰ، وسمانة، وخيزران...
من أبرز محطات حياتها مجيئها إلىٰ بيت الإمام الكاظم عليه السلام كجارية قادمة من أقصى بلاد المغرب، فقد إختارها الإمام أبو الحسن من بين تسع جوار.. وقد شاءت الإرادة الإلهية أن تكون هذه المخدّرة الجليلة قرينة الإمام الكاظم ووعاءً لحمل الإمام الرضا عليهما السلام.
حملت السيدة نجمة بوليدها الرضا عليه السلام، وكانت ترىٰ العجب العجاب من حملها المبارك وهو في بطنها، فلمّا وضعته دخل عليها أبوه موسى بن جعفر عليهما السلام فناولته إيّاه في خرقة بيضاء، فأذّن في أذنه اليمنىٰ، وأقام في اليسرىٰ، ودعا بماء الفرات فحنّكه به، ثمّ ردّه إليها وقال: « خذيه فإنه بقية الله في أرضه».
من كرامات السيدة نجمة أنّ الإمام الكاظم عليه السلام عندما اشتراها جمع قوماً من أصحابه فقال لهم: « والله ما اشتريت هذه الأمَة إلّا بأمر الله ووحيه! » فسُئِل: كيف ذلك؟ فقال عليه السلام: «بينما أنا نائم، إذ أتاني جدّي وأبي عليهما السلام ومعهما شُقَّة حرير فنشراها، فإذا هي قميص وفيه صورة هذه الجارية! فقال جدّي: يا موسىٰ، ليكوننّ مِن هذه الجارية خير أهل الأرض من بعدك، ثمّ أمراني أن اسمّيه عليّاً، وقالا لي: إنّ الله تعالىٰ يظهر به العدل والرأفة، طوبىٰ لمن صدّقه، وويلٌ لمن عاداه وجحده وعانده».
لم يذكر أحد تاريخ وفاة أُم الإمام الرضا عليه السلام.. لكن يمكن التقدير أنّ جهادها العظيم وصبرها في حياتها علىٰ المعاناة الكبرى التي عاناها زوجها في غيابات السجون وطوامير العتاة المردة من آل بني العباس، قد أثر علىٰ هذه السيدة الجليلة فاختار لها الله عزّوجلّ دار الكرامة والمستقرّ الآمن فانتقلت إلى رحمته تعالى، وقد دفنت في المدينة المنورة سلام الله تعالى عليها ورضوانه..