أم الإمام العسكري ع | السيدة سوسن

أم الإمام الحسن العسكري عليه السلام، كانت في نهاية العفّة والصلاح والورع والتقوى، وفي مقدمة العابدات العارفات في زمانها، وكانت في بلدها من الأشراف، وفي مصافّ الملوك، ويكفي في فضلها أنّها كانت ملجأً لشيعة أهل البيت عليهم السلام في برهة من زمن الغيبة الصغرى لحفيدها الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.


ومن أسمائها الأخرى: حديث، وسليل.. وتلقب بالجدّة، أي جدّة الإمام المهدي عليه السلام.


شاءت الإرادة الإلهية أن يؤتى بتلك السيدة الجليلة لتكون زوجة للإمام علي الهادي عليه السلام، وأمّاً لولده الحسن العسكري فيما بعد...


تنعّمت السيدة سوسن في كنف الإمام الهادي عليه السلام في المدينة المنورة حيث بيت النبوّة، وحملت بوليدها الإمام العسكري في تلك الربوع الزاهرة.. وكانت الولادة المباركة في اليوم العاشر من شهر ربيع الثاني، وقيل في الثامن منه في السنة الثانية والثلاثين بعد المئتين للهجرة.


وردت عدّة روايات تشير إلىٰ تألّق نجم هذه السيدة وعلوّ شأنها. ومنها: أنه لمّا أُدخلت علىٰ الإمام الهادي عليه السلام قال في حقّها، وكان اسمها سليل: « سليل، مسلولة من الآفات والعاهات والأرجاس والأنجاس». ثمّ بشّرها بولادة حفيدها الحجّة المنتظر قائلاً لها: «سيهب الله حجّته علىٰ خلقه يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً».


بعد عودتها من المدينة المنورة إلى سامراء وحضورها شهادة ولدها الإمام العسكري، ساءت صحّتها، كما تظهر وصيتها بأن تُدفن بدار زوجها وابنها العسكريين عليهما‌ السلام! 


ولم يتم تحديد تاريخ وفاتها، لكن من الثابت أنه كان في أوائل الغيبة الصغرى لإمام العصر والزمان أرواحنا فداه، أي بعد وفاة ولدها الإمام العسكري عليه السلام بقليل..


ومهما يكن فإن للسيدة سوسن دوراً عظيماً قبل وفاتها، إذ كانت الواسطة بين حفيدها العظيم المنقذ وشيعته بعد وفاة زوجها الإمام العسكري عليه السلام.
 

2022-01-14 | 2457 قراءة