أُمّ الإمام المهدي ع | السيدة نرجس

أُمّ الإمام المهدي عليه ‌السلام وبنت ملك الروم. من أسمائها الأخرىٰ: صقيل، ومليكة، وريحانة..


أمر الإمام الهادي عليه السلام أحد مقربيه بشرائها لمّا كانت جارية من سبي الروم، وأعطاها إلىٰ أُخته السيدة حكيمة بنت الإمام الجواد عليه ‌السلام، وقال لها: «يا بنت رسول الله، خذيها إلىٰ منزلك وعلّميها الفرائض والسنن، فإنّها زوجة أبي محمّد واُمّ القائم». 


تزوّج الإمام العسكري عليه‌ السلام بالسيدة نرجس، فمضت الأيام والبركات تنزل عليهما صباح مساء، وما أن حملت بمولودها المبارك حتىٰ غمرتها هالة من النور والجمال، وفي أحد الأيام بعث الإمام العسكري إلىٰ عمّته حكيمة قائلا لها: يا عمّة، اجعلي إفطارك الليلة عندنا، فإنّها ليلة النصف من شعبان، وإنّ الله تبارك وتعالىٰ سيظهر في هذه الليلة الحجّة، وهو حجّته في أرضه.


وفي صبيحة تلك الليلة المباركة ولدت السيدة نرجس آخر الأئمة المعصومين عليهم السلام الذي سيملا بإذن الله الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.. كان ذلك في سنة مئتين وخمس وخمسين للهجرة في مدينة سامراء...


لأُمّ الإمام المهدي عليه ‌السلام كرامات كثيرة وفضائل شتّىٰ، حيث كانت من أفضل النساء في عقلها ودينها، وكانت من الورعات التقيّات والصالحات العابدات القانتات، وكانت في غاية العلم والفقاهة والتبحّر في أحكام الدين.. وقد تجلى بعض ذلك في الفقرات الواردة في زيارتها حيث جاء فيها: السلام علىٰ والدة الإمام، والمودعة أسرار الملك العلّام، والحاملة لأشرف الأنام، السلام عليكِ أيتها الصدّيقة المرضيّة، السلام عليكِ يا شبيهة أُم موسىٰ، وابنة حواريّ عيسىٰ، السلام عليكِ أيتها المنعوتة في الإنجيل، المخطوبة من روح الله الأمين، ومن رغب في وصلتها محمّد صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله سيد المرسلين، والمستودعة أسرار ربّ العالمين..».


الثابت أنّ السيدة نرجس قد توفّيت في زمان الغيبة الصغرىٰ لولدها المهدي عليه ‌السلام بعد وفاة زوجها الإمام العسكري عليه ‌السلام بقليل.
أي إنّ وفاتها كانت بعد سنة مئتين وستين للهجرة، في أوج اضطهاد العباسيين لأسرة الإمام العسكري عليه ‌السلام.


وأمّا مكان دفنها ففي مدين سامراء المقدسة.

    

2022-01-14 | 2250 قراءة