مفردات غريب القرآن الكريم 1

صيّب

 

- مَورِد المفردة في القرآن:

قوله تعالى: ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ﴾[1].

- المعنى اللغويّ:

صيّب "أصله صَيْوِب، فَيْعِل، من الصواب، لكنِ اجتمعت الواو والياء وأولاهما ساكنة، فصارتا ياء مشدّدة، ومثله سيّد وجيّد"[2]. و"الصاد والواو والباء أصل صحيح يدلّ على نزول شيء واستقراره قراره. من ذلك: الصواب في القول والفعل، كأنّه أمر نازل مستقرّ قراره، وهو خلاف الخطأ. ومنه: الصوب، وهو نزول المطر... ويقال: الصيّب السحاب ذو الصوب"[3]. "وقيل: هو المطر، وتسميته به، كتسميته بالسحاب"[4].

- المعنى التفسيريّ:

استعمل القرآن هذه المفردة بمعنى "المطر" النازل من السماء في قوله تعالى: ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ﴾، حيث مثَّل حال المنافقين في إظهارهم الإيمان، بأنّهم كالذي أخذه مطر نازل من السماء، ومعه ظلمة تسلبه الإبصار والتمييز، فالمطر يضطرّه إلى الفرار والخلاص، والظلمة تمنعه عن ذلك، والمهولات من الرعد والصاعقة محيطة به، فلا يجد مناصاً من أن يستفيد من البرق وضوئه، والحال أنّه غير دائم ولا باقٍ ولا متّصل، فكلّما أضاء له مشى، وإذا أظلم عليه قام. وهذه حال المنافق، فهو لا يحبّ الإيمان، ولا يجد بدّاً من إظهاره، ولعدم المواطأة بين قلبه ولسانه لا يستضيء له طريقه تمام الاستضاءة، فلا يزال يخبط خبطاً بعد خبط، ويعثر عثرة بعد عثرة، فيمشي قليلاً ويقف قليلاً، ويفضحه الله بذلك. ولو شاء الله لذهب بسمعه وبصره، فيفتضح من أوّل يوم[5].

 

------------------------------------------------


[1] سورة البقرة، الآية 19.

[2] الطبرسيّ، أبو الفضل: مجمع البيان في تفسير القرآن، تحقيق وتعليق: لجنة من العلماء والمحقّقين، تقديم: محسن الأمين، ط1، بيروت، مؤسّسة الأعلميّ، 1415هـ.ق/ 1995م، ج1، ص116.

[3] ابن فارس، أحمد: معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمّد هارون، لا ط، قمّ المقدّسة، مكتب الإعلام الإسلاميّ، 1404هـ.ق، ج3، مادّة "صوب"، ص317-318.

[4] الأصفهانيّ، (حسين الراغب): مفردات ألفاظ القرآن، تحقيق: صفوان عدنان داوودي، ط2، قمّ المقدّسة، سليمان زاده، طليعة النور، 1427هـ.ق، مادّة "صوب"، ص495.

[5] انظر: الطباطبائيّ، محمّد حسين: الميزان في تفسير القرآن، لا ط، قمّ المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرّسين، لا ت، ج1، ص56.

 


 

 يسومونكم:

- مَورِد المفردة في القرآن:

قوله تعالى: ﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾[2].

- المعنى اللغويّ:

"السين والواو والميم أصل يدلّ على طلب الشيء"[3]. و"السَّوْمُ أصله: الذهاب في ابتغاء الشيء، فهو لفظ لمعنى مركَّب من الذهاب والابتغاء، وأجري مجرى الذهاب في قولهم: سَامَتِ، الإبل، فهي سَائِمَةٌ، ومجرى الابتغاء في قولهم: سُمْتُ كذا، قال: ﴿يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ﴾ (سورة إبراهيم/ الآية 6)"[4].

- المعنى التفسيريّ:

استعمل القرآن هذه المفردة بمعنى "طلب الناس وحملهم على طريق الإذلال"، كما


في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾. والآية خطاب امتنانيّ، يمتنّ الله فيها على بني إسرائيل، بما منّ على آبائهم في زمن فرعون. والأنسب بحسب السياق، أن يكون خطاباً لأصحاب موسى عليه السلام بعينهم، مسوقاً سوق التعجّب، إذ إنّهم نسوا عظيم نعمة الله عليهم بعد أن أنجاهم من تلك البليّة العظيمة. وهذه النعمة هي تحريرهم من قيود الظلم وتخليصهم من بطش الظالمين. وفي استعمال هذا الفعل بصيغة المضارع "يسومونكم"، يشير إلى استمرار العذاب، وإلى أنّ بني إسرائيل كانوا دوماً تحت التعذيب من قبل الفراعنة.

وقد عبَّر بكلمة "البلاء" عمّا كان ينزل ببني إسرائيل من عذاب يتمثّل في قتل الذكور واستخدام الإناث لخدمة آل فرعون، واستثمار طاقات بني إسرائيل لخدمة الأقباط، وإشباع رغبات المستكبرين ونزواتهم[5].

3- حصوراً:

- مَورِد المفردة في القرآن:

قوله تعالى: ﴿فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾[6].

- المعنى اللغويّ:

"الحاء والصاد والراء أصل واحد، وهو الجمع والحبس والمنع..."[7]  و"الحَصور: مَن لا إربة له في النساء"[8]. و"الحَصْر: التضييق، قال عزّ وجلّ: ﴿وَاحْصُرُوهُمْ﴾ (التوبة/ 5)، أي: ضيّقوا عليهم، وقال عزّ وجل: ﴿وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا﴾ (الإسراء/ 8)،

 
أي: حابساً... وقوله عزّ وجلّ: ﴿وَسَيِّدًا وَحَصُورًا﴾ (آل عمران/ 39)، فالحَصور: الذي لا يأتي النساء، إمّا من العنّة، وإمّا من العفّة والاجتهاد في إزالة الشهوة. والثاني أظهر في الآية، لأنّه بذلك تُستحقّ المحمدة. والحصر والإحصارُ: المنع من طريق البيت، فالإحصار يقال في المنع الظاهر، كالعدوّ، والمنع الباطن، كالمرض. والحصر لا يقال إلا في المنع الباطن، فقوله تعالى: ﴿فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ﴾ (البقرة/ 196)، محمول على الأمرين، وكذلك قوله: ﴿لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ﴾ (البقرة/ 273)، وقوله عزّ وجلّ: ﴿أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ﴾ (النساء/ 90)، أي: ضاقت بالبخل والجبن، وعبّر عنه بذلك، كما عبّر عنه بضيق الصدر، وعن ضدّه بالبرّ والسعة"[9].

- المعنى التفسيريّ:

استعمل القرآن هذه المفردة بمعنى "العفّة وحبس النفس عن الشهوات"، كما في قوله تعالى: ﴿فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾, ففي الآية بشرى من الله تعالى حملتها الملائكة إلى النبيّ زكريّا عليه السلام، بولادة مولود له اسمه يحيى، يكون مصدّقاً بكلمة من الله، وأوّل من يؤمِن بعيسى عليه السلام، وسيّداً عالماً، وحصوراً، أي حافظاً لنفسه من الشهوات، ونبيّاً، ومن الصالحين[10].

 

[2] سورة البقرة، الآية 49.

[3] ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج3، ص118.

[4] الأصفهانيّ، مفردات ألفاظ القرآن، م.س، ص438.

[5] انظر: الطباطبائيّ، الميزان، م.س، ج8، ص235، الشيرازيّ، ناصر مكارم: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، لا ط، لا م، لا ن، لا ت، ج1، ص220.

[6] سورة آل عمران، الآية 39.

[7] ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج3، ص72.

[8] الفراهيديّ، الخليل بن أحمد: العين، تحقيق: مهدي المخزوميّ، إبراهيم السامرائيّ، ط2، إيران، مؤسّسة دار الهجرة، 1409هـ.ق، ج3، ص113.

[9] الأصفهانيّ، مفردات ألفاظ القرآن، م.س، ص238-239.

[10] انظر: الشيرازيّ، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، م.س، ج2، ص487.

- يغلّ:

- مَورِد المفردة في القرآن:

قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾[1].


- المعنى اللغويّ:

"الغين واللام أصل صحيح يدلّ على تخلّل شيء وثبات شيء، كالشيء يغرز، ومن ذلك قول العرب: غللتَ الشيء في الشيء، إذا أثبتّه فيه، كأنّك غرزته"[2]. و"الغِلّ: الحقد الكامن ... والمُغِلّ: الخائن"[3]. و"غَلَّ يَغِلُّ: إذا صار ذا غِلٍّ، أي: ضغن، وأَغَلَّ: أي: صار ذا إِغْلَال، أي: خيانة، وغَلَّ يَغُلُّ: إذا خان، وأَغْلَلْتُ فلاناً: نسبته إلى الغُلُولِ. قال: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ﴾ (آل عمران/ 161)، وقُرئ: ﴿أَن يَغُلَّ﴾، أي: ينسب إلى الخيانة، من أَغْلَلْتُه"[4].

- المعنى التفسيريّ:

استعمل القرآن هذه المفردة بمعنى "الخيانة"، كما في قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾, فلمّا قدَّم الله تعالى أمر الجهاد في الآيات السابقة على هذه الآية، وذكر بعده ما يتعلّق به من حديث الغنائم، والنهي عن الخيانة فيها، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ﴾, أي: لا يمكن أن تجتمع النبوّة والخيانة.

وذُكِرَت أقوال أخرى في المراد من "يغلّ"، منها:

• ما كان للنبيّ أن يكتم شيئاً من الوحي، أي ما كان له أن يغلّ أمّته في ما يؤدّي إليهم.

• اللام منقولة، وتقدير الكلام: ما كان النبيّ ليغلّ، كقوله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ﴾, ومعناه: ما كان الله ليتّخذ ولداً.

• ورد في قراءة ﴿أَن يَغُلَّ﴾, أي ما كان لنبيّ أن يخونه أصحابه بكتمانهم عليه شيئاً من المغنم. وخصّه بالذكر، لوجهين، أحدهما: لعظم خيانته، وأنّها أعظم من خيانة غيره، وهذا كقوله: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ﴾, إذ إنّ اجتناب جميع

 
الأرجاس واجب، والآخر: خُصّ النبيّ بالذكر، لأنّه القائم بأمر الغنائم، فإذا حرمت الخيانة عليه، وهو صاحب الأمر، فحرمتها على غيره أولى وأجدر[5].

ولكنّ السياق يفيد أنّ المعنى المراد هو تنزيه ساحة النبيّ عن السوء والفحشاء بطهارته، أي: حاشا له أن يَغُلّ أو يخون، وأنّ الخائن يلقى ربّه بخيانته، ثمّ تُوفّى نفسه ما كسبت[6].

5- حوباً:

- مَوْرِد المفردة في القرآن:

قوله تعالى: ﴿وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا﴾[7].

- المعنى اللغويّ:

"الحاء والواو والباء أصل واحد يتشعّب إلى إثم أو حاجة أو مسكنة، وكلّها متقاربة"[8]. و"الحُوبُ: الإثم، قال عزّ وجلّ: ﴿إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا﴾ (النساء/ 2)"[9].

- المعنى التفسيريّ:

استعمل القرآن هذه المفردة بمعنى "الإثم"، كما في قوله تعالى: ﴿وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا﴾, فلمّا أمر الله سبحانه بالتقوى وصلة الأرحام، عقّبه بباب آخر من التقوى وهو مراعاة حقوق اليتامى، فقال: ﴿وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ﴾, وهذا خطاب لأوصياء اليتامى، أي أعطوهم أموالهم بالإنفاق عليهم عند الصغر، وتسليمهم إيّاها عند البلوغ، إذا أنستم منهم الرشد. وتسميتهم يتامى بعد بلوغهم هو من باب التجوّز. ثمّ دعاهم إلى عدم استبدال ما حرّمه

 
الله تعالى عليهم من أموال اليتامى، بما أحلّه الله لهم من أموالهم: ﴿وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ﴾. واختُلِف في صفة التبديل على أقوال، هي:

• كان أوصياء اليتامى يأخذون الجيّد من مال اليتيم، والرفيع منه، ويجعلون مكانه الخسيس والرديء.

• لا تتبدلّوا الخبيث بالطيّب، بأن تتعجّلوا الحرام، قبل أن يأتيكم الرزق الحلال الذي لكم.

• الإخبار عمّا كان أهل الجاهليّة يفعلونه، إذ إنّهم لم يكونوا يورّثون النساء، ولا الصغار، بل يأخذ الكبار وحدهم الإرث.

وأقوى هذه الأقوال هو القول الأوّل، لأنّه إنّما ذُكِر عقيب أموال اليتامى، فيكون معناه: لا تأخذوا السمين والجيّد من أموالهم، وتضعوا مكانهما المهزول والرديء، فتحفظوا عليهم عدد أموالهم ومقاديرها، وتجحفوا بهم في صفاتها ومعانيها.

وقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ﴾, أي مع أموالكم. ومعناه: ولا تضيفوا أموالهم إلى أموالكم، فتأكلوهما جميعاً. ويحتمل أن يكون معناه: ولا تخلطوا الجيّد من أموالهم بالرديء من أموالكم، فتأكلوها، فإنّ في ذلك إجحافاً وإضراراً بهم. أمّا إذا لم يكن في ذلك إضرار ولا ظلم، فلا بأس بخلط مال اليتيم بماله. فقد رُوي أنّه لمّا نزلت هذه الآية، كرهوا مخالطة اليتامى، فشقّ ذلك عليهم، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأنزل الله سبحانه: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ﴾[10], وهو المرويّ عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام. وقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا﴾[11], أي إثماً عظيماً[12].


[1] سورة آل عمران، الآية 161.

[2] ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج4، ص375.

[3] الفراهيديّ، العين، م.س، ج4، ص348.

[4] الأصفهانيّ، مفردات ألفاظ القرآن، م.س، ص438.

[5] انظر: الطبرسيّ، مجمع البيان، م.س، ج2، ص433.

[6] انظر: الطباطبائيّ، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج4، ص57.

[7] سورة النساء، الآية 2.

[8] ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج2، ص113. وانظر: الفراهيديّ، العين، م.س، ج3، ص310.

[9] الأصفهانيّ، مفردات ألفاظ القرآن، م.س، ص261.

[10] سورة البقرة، الآية 220.

[11] سورة النساء، الآية 2.

[12] انظر: الطوسيّ، أبو جعفر: التبيان في تفسير القرآن، تحقيق وتصحيح: أحمد حبيب قصير العامليّ. ط1، لا م، مكتب الإعلام الإسلاميّ، 1409هـ.ق، ج3، ص102.

 
2022-11-01 | 360 قراءة