مفردات غريب القرآن الكريم 12

- المفردات:

- دَاخِرِينَ

- قُصِّيهِ

- لَغَوِيٌّ

- إِفْكًا

- يُحْبَرُونَ



1- داخرين:

 

- مَورِد المفردة في القرآن:

قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ﴾[1].

- المعنى اللغويّ:

"الدال والخاء والراء أصل يدلّ على الذلّ. يقال: دخر الرجل، وهو داخر، إذا ذلّ. وأدخره غيره أذلّه"[2]. و" قال تعالى: ﴿وَهُمْ دَاخِرُونَ﴾ (النحل/ 48)، أي: أذلَّاء. يقال: أدخرته فَدَخَرَ، أي: أذللته فذلّ. وعلى ذلك قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ (غافر/ 60)"[3].

- المعنى التفسيريّ:

استعمل القرآن الكريم هذه المفردة بمعنى أذلاء مقهورين في قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ﴾. فقد بيّن الله تعالى حقيقة من حقائق الساعة، وهي النفخ في الصور بأمره. واختُلف في المراد بالنفخ، فقيل: المراد به النفخة الثانية التي يحصل بها عود الحياة والروح إلى الأجساد، فيُبعث الناس لفصل القضاء، ويؤيّده قوله تعالى: ﴿وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ﴾, والمراد

به حضورهم عند الله سبحانه. والاستثناء من حكم الفزع بقوله تعالى: ﴿إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ﴾، ثمّ قوله في من جاء بالحسنة: ﴿وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ﴾، يدلّ على أنّ الفزع المذكور هو الفزع الحاصل من النفخة الثانية. وقيل: المراد به النفخة الأولى التي يموت بها الأحياء، بدليل قوله تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ﴾ (سورة الزمر، 68)، فإنّ الصعقة من الفزع، وقد رتّب على النفخة الأولى. وعلى هذا يكون المراد بقوله: ﴿وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ﴾، رجوعهم إلى الله سبحانه بالموت. ولا يبعد أن يكون المراد بالنفخ في الصور يومئذ مطلق النفخ، أعمّ ممّا يميت أو يحيي، فإنّ النفخ كيفما كان من مختصّات الساعة، ويكون ما ذكر من فزع بعضهم وأمن بعضهم من الفزع، وتسيير الجبال من خواصّ النفخة الأولى، وما ذكر من إتيانهم داخرين من خواصّ النفخة الثانية، ويندفع بذلك ما يورد على كلّ واحد من الوجهين السابقين. والاستثناء من الفزع في قوله تعالى: ﴿إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ﴾، قيل: هم الملائكة الذين يثبّت الله قلوبهم، وهم: جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، وعزرائيل. وقيل: هم الشهداء، فإنّهم لا يفزعون في ذلك اليوم. والمراد بقوله تعالى: ﴿وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ﴾، رجوع جميع من في السماوات والأرض، حتّى المستثنين من حكم الفزع، وحضورهم عنده تعالى. ونسبة القهر والذلّة إلى أوليائه تعالى، لا تنافي ما لهم من العزّة عند الله تعالى، فإنّ عزّة العبد عند الله ذلّته في نفسه، وغناه بالله فقره إليه[4].


2- قُصِّيهِ:

 

- مَورِد المفردة في القرآن:

قوله تعالى: ﴿وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾[5].

- المعنى اللغويّ:

"القاف والصاد أصل صحيح يدلّ على تتبّع الشيء"[6]. و"الْقَصُّ: تتبّع الأثر، يقال: قَصَصْتُ أثره. والْقَصَصُ: الأثر. قال تعالى: ﴿فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا﴾ (الكهف/ 64)، ﴿وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ﴾ (القصص/ 11)، ومنه قيل لما يبقى من الكلأ فيتتبّع أثره: قَصِيصٌ.وقَصَصْتُ ظُفْرَه. والْقَصَصُ: الأخبار المتتبّعة، قال: ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ﴾ (آل عمران/ 62)، ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ﴾ (يوسف/ 111)، ﴿وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ﴾ (القصص/ 25)، ﴿نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾ (يوسف/ 3)، ﴿فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ﴾ (الأعراف/ 7)، ﴿يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ (النمل/ 76)، ﴿فَاقْصُصِ الْقَصَصَ﴾ (الأعراف/ 176). والقِصاصُ: تتبّع الدم بالقود. قال تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ (البقرة/ 179)، ﴿وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ﴾ (المائدة/ 45)"[7].

- المعنى التفسيريّ:

استعمل القرآن الكريم هذه المفردة بمعنى تقفّي الأثر في قوله تعالى: ﴿وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾. فبعد أن أخبر الله تعالى عن قصّة موسى عليه السلام وأمّه وما جرى عليهما من ألطاف إلهيّة، ذكر سبحانه لطف صنعه في تسخيره لفرعون، حتّى تولّى تربية موسى عليه السلام، ولطفاً آخر بأمّ موسى عليه السلام في تقفّي أثره عند فرعون من دون أن يشعر فرعون بذلك. فقد أرسلت ابنتها، أي أخت موسى عليه السلام في هذه المهمّة، فوجدت أنّ آل فرعون قد أخرجوا التابوت وأخرجوا موسى عليه السلام، فبصرت به حيّاً من دون أن يشكّ فيها أحد من آل فرعون، ثمّ اقترحت عليهم أمّها بوصفها مرضعة لموسى عليه السلام، بعد أن عجز آل فرعون عن إيجاد مرضعة يرتضيها موسىعليه السلام، فكان ذلك لطفاً من الله بأمّ موسى عليه السلام، كي تقرّ عينها ولا تحزن[8].


3- لَغَوِيّ:

 

- مَورِد المفردة في القرآن:

قوله تعالى: ﴿فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ﴾[9].

- المعنى اللغويّ:

"الغين والواو والحرف المعتلّ بعدهما أصلان: أحدهما يدلّ على خلاف الرشد وإظلام الأمر، والآخر على فساد في شيء. فالأوّل الغيّ، وهو خلاف الرشد، والجهل بالأمر، والانهماك في الباطل"[10]. و"الغَيُّ: جهل من اعتقاد فاسد، وذلك أنّ الجهل قد ينتج من كون الإنسان غير معتقد اعتقاداً صالحاً ولا فاسداً، وقد يكون من اعتقاد شيء فاسد، وهذا النحو الثاني يقال له غَيٌّ. قال تعالى: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴾ (النجم/ 2)، ﴿وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ﴾ (الأعراف/ 102). وقوله: ﴿فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ (مريم/ 59)، أي: عذاباً، فسمّاه الغيّ، لمّا كان الغيّ هو سببه، وذلك كتسمية الشيء بما هو سببه، كقولهم للنبات ندى. وقيل: معناه: فسوف يلقون أثر الغيّ وثمرته. قال: ﴿وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ﴾ (الشعراء/ 91)،  ﴿وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ﴾ (الشعراء/ 224)، ﴿إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ﴾ (القصص/ 18)، وقوله: ﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ (طه/ 121)، أي: جهل. وقيل: معناه خاب... وقيل: معنى ﴿فَغَوَى﴾ فسد عيشُه، من قولهم: غَوِيَ الفصيلُ وغَوَى، نحو: هوي وهوى، وقوله: ﴿إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ﴾ (هود/ 34)، فقد قيل: معناه أن يعاقبكم على غيّكم. وقيل: معناه: يحكم عليكم بغيّكم. وقوله تعالى: ﴿ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ﴾ (القصص/ 63)، إعلام منهم أنّا قد فعلنا بهم غاية ما كان في وسع الإنسان أن يفعل بصديقه، فإنّ حقّ الإنسان أن يريد بصديقه ما يريد بنفسه، فيقول: قد أفدناهم

ما كان لنا وجعلناهم أسوة أنفسنا، وعلى هذا قوله تعالى: ﴿فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ﴾ (الصافّات/ 32)، ﴿فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي﴾ (الأعراف/ 16)، وقال: ﴿قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ﴾ (الحجر/ 39)"[11].

- المعنى التفسيريّ:

استعمل القرآن الكريم هذه المفردة بمعنى المتمادي في الجهل والتهوّر في قوله تعالى: ﴿فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ﴾. فبعدما أصبح النبيّ موسى عليه السلام في اليوم الثاني خائفاً من تداعيات قتل القبطيّ عند فرعون وقومه، ينتظر الأخبار في ذلك، فإذا الإسرائيليّ الذي أعانه بالأمس ودفع عنه ظلم القبطيّ، يستصرخ موسى عليه السلام ويستعين به على رجل آخر من القبط خاصمه، فقال له موسى عليه السلام: إنّ ظاهر أمرك الغواية، بمعنى الجهل والتهوّر وعدم الرشد، حيث قاتلت بالأمس رجلاً، وتقاتل اليوم رجلاً آخر، والمراد أنّ من خاصم آل فرعون مع كثرتهم، فإنّه خائب في ما يطلبه، عادل عن الصواب، في ما يقصده[12].


4- إفكاً:

 

- مَورِد المفردة في القرآن:

قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾[13].

- المعنى اللغويّ:

"الهمزة والفاء والكاف أصل واحد يدلّ على قلب الشيء وصرفه عن جهته. يُقال: أفك الشيء، وأفك الرجل: إذا كذب. والإفك: الكذب"[14]. و"الإفك: كلّ مصروف عن

وجهه الذي يحقّ أن يكون عليه، ومنه قيل للرياح العادلة عن المهابّ: مُؤْتَفِكَة. قال تعالى: ﴿وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ﴾ (الحاقة/ 9)، وقال تعالى: ﴿وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى﴾ (النجم/ 53)، وقوله تعالى: ﴿قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ (التوبة/ 30)، أي: يُصرفون عن الحقّ في الاعتقاد إلى الباطل، ومن الصدق في المقال إلى الكذب، ومن الجميل في الفعل إلى القبيح، ومنه قوله تعالى: ﴿يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ﴾ (الذاريات/ 9)، ﴿فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾ (الأنعام/ 95)، وقوله تعالى: ﴿أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا﴾ (الأحقاف/ 22)، فاستعملوا الإفك في ذلك، لمّا اعتقدوا أنّ ذلك صرف من الحقّ إلى الباطل، فاستُعمل ذلك في الكذب لِما قلنا، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ﴾ (النور/ 11)، وقال: ﴿لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ﴾ (الجاثية/ 7)، وقوله: ﴿أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ﴾ (الصافّات/ 86)، فيصحّ أن يُجعل تقديره: أتريدون آلهة من الإفك. ويصحّ أن يُجعل (إفكاً) مفعول (تريدون)، ويجعل (آلهة) بدلاً منه، ويكون قد سمّاهم إفكاً. ورجل مَأْفُوك: مصروف عن الحقّ إلى الباطل"[15].

- المعنى التفسيريّ:

استعمل القرآن الكريم هذه المفردة بمعنى اختلاق الكذب والباطل في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾, حيث بيّن الله تعالى بطلان عبادة الأوثان والأصنام، لأنّها لا تضرّ ولا تنفع، وأنّ ادّعاء كونها آلهة هو كذب وافتراء مختلق، وما هي إلا مجرّد حجارة صنعوها بأيديهم. وفي الحقيقة أنّ أصل ملك جميع الأشياء هو لله تعالى وحده لا شريك له، فهو الوحيد الذي يملك لهم الرزق ويدفع عنهم الضرر. فمن لا يملك أن يرزق غيره، لا يستحقّ العبادة، لأنّ العبادة تجب بأعلى مراتب النعمة، ولا يقدر على ذلك غير الله تعالى، فلا يستحقّ العبادة سواه. لذا، يدعوهم الله تعالى إلى أن يطلبوا الرزق من عنده دون من هم سواه، وأن يعبدوه ويشكروه على

ما أنعم به عليهم من أصول النعم، من الحياة والرزق وغيرهما، لأنّ مرجعهم إليه يوم القيامة، فيجازيهم على قدر أعمالهم[16].


5- يُحبَرون:

 

- مَورِد المفردة في القرآن:

قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ﴾[17].

- المعنى اللغويّ:

"الحاء والباء والراء أصل واحد منقاس مطّرد، وهو الأثر في حسن وبهاء"[18]. و"الحِبْرُ: الأثر المستحسن... والحَبْر: العالم، وجمعه: أَحْبَار، لما يبقى من أثر علومهم في قلوب الناس، ومن آثار أفعالهم الحسنة المقتدى بها. قال تعالى: ﴿اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ﴾ (التوبة/ 31)... وقوله عزّ وجلّ: ﴿فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ﴾ (الروم/ 15)، أي: يفرحون حتّى يظهر عليهم حبار نعيمهم"[19].

- المعنى التفسيريّ:

استعمل القرآن الكريم هذه المفردة بمعنى ظهور أثر النعيم عليهم في قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ﴾. فبعد أن بيّن الله تعالى أنّ مرجع الخلق إليه يوم القيامة للحساب، أخبر عن حال الذين آمنوا وعملوا الصالحات في الدنيا، أنّهم يوم القيامة في الجنّة ينعمون ويسرّون سروراً يبين أثره فيهم تكريماً لهم من ربّهم[20].

----------------------------------------------


[1] سورة النمل، الآية 87.

[2] ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج2، ص333.

[3] الأصفهانيّ، مفردات ألفاظ القرآن، م.س، ص309.

[4] انظر: الطبرسيّ، مجمع البيان في تفسير القرآن، م.س، ج7، ص408-409، الطباطبائيّ، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج15، ص399-400.

[5] سورة القصص، الآية 11.

[6] ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج5، ص11.

[7] الأصفهانيّ، مفردات ألفاظ القرآن، م.س، ص671-672.

[8] انظر: الطبرسيّ، مجمع البيان في تفسير القرآن، م.س، ج7، ص419-420، الطباطبائيّ، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج16، ص13.

[9] سورة القصص، الآية 18.

[10] ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج4، ص399.

[11] الأصفهانيّ، مفردات ألفاظ القرآن، م.س، ص620.

[12] انظر: الطبرسيّ، مجمع البيان في تفسير القرآن ، م.س، ج7، ص424، الطباطبائيّ، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج16، ص20-21.

[13] سورة العنكبوت، الآية 17.

[14] ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج1، ص118.

[15] الأصفهانيّ، مفردات ألفاظ القرآن، م.س، ص79.

[16] انظر: الطبرسيّ، مجمع البيان في تفسير القرآن، م.س، ج8، ص15-16، الطباطبائيّ، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج16، ص115-116.

[17] سورة الروم، الآية 15.

[18] ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج2، ص127.

[19] الأصفهانيّ، مفردات ألفاظ القرآن، م.س، ص215-216.

[20] انظر: الطبرسيّ، مجمع البيان في تفسير القرآن، م.س، ج8، ص50، الطباطبائيّ، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج16، ص159-160.

 
2022-11-01 | 329 قراءة