وصية لرسول الله (ص) يحث فيها على التقوى

     خير الرزق ما يكفي و خير الذكر ما يخفى و إني أوصيكم بتقوى الله و حسن النظر لأنفسكم و قلة الغفلة عن معادكم و ابتياع ما يبقى بما يفنى و اعلموا أنها أيام معدودة و الأرزاق مقسومة و الآجال معلومة و الآخرة أبد لا أمد له و أجل لا منتهى له و نعيم لا زوال له فاعرفوا ما تريدون و ما يراد بكم و اتركوا من الدنيا ما يشغلكم عن الآخرة و احذروا حسرة المفرطين و ندامة المغترين و استدركوا فيما بقي ما فات و تأهبوا للرحيل من دار البوار إلى دار القرار و احذروا الموت أن يفاجئكم على غرة و يعجلكم عن التأهب و الاستعداد و إن الله تعالى قال- >فلا يستطيعون توصية و لا إلى أهلهم يرجعون‏ فرب ذي عقل أشغله هواه عما خلق له حتى صار كمن لا عقل له و لا تعذروا أنفسكم في خطئها و لا تجادلوا بالباطل فيما يوافق هواكم و اجعلوا همكم نصر الحق من جهتكم أو من جهة من يجادلكم فإن الله تعالى يقول-> يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله‏ فلا تكونوا أنصارا لهواكم و الشيطان و اعلموا أنه ما هدم الدين مثل إمام ضلالة و أضل و جدال منافق بالباطل و الدنيا قطعت رقاب طالبيها و الراغبين إليها و اعلموا أن القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران فمهدوه بالعمل الصالح فمثل أحدكم يعمل الخير كمثل الرجل ينفذ كلامه يمهد له قال الله تعالى‏ >فلأنفسهم يمهدون‏ و إذا رأيتم الله يعطي العبد ما يحب و هو مقيم على معصيته فاعلموا أن ذلك استدراج له قال الله تعالى‏ >سنستدرجهم من حيث لا يعلمون‏

المصدر:
ارشاد القلوب للديلمي

2022-11-15 | 339 قراءة