قدّم لنفسك ما استعطت من التّقى |
|
إنّ المنية نازل بك يا فتى |
أصبحت ذا فرحٍ كأنك لا ترى |
|
أحباب قلبك في المقابر والبلى |
قل للمقيم بغير دار إقامةٍ |
|
حان الرحيل فودّع الأحبابا |
انّ الذين لقيتهم وصحبتهم |
|
صاروا جميعاً في القبور ترابا |
ذري كدر الدنيا فإنّ صفاءه |
|
تولّى بأيام السرور الذّواهب |
وكيف يعزّ الدهر من كان بينه |
|
وبين الليالي محكمات التجارب |
ألحقّ أبلج ما يخيل سبيله |
|
والحقّ يعرفه ذوو والألباب |
روي أن أعرابياً جاء إلى الحسن (عليه السلام) و هو يشكو ويقول:
لم يبق لي شيء يباع بدرهمٍ |
|
يكفيك شاهد منظري عن مخبري |
إلا بقايا ماء وجه صنته |
|
عن أن يباع وقد وجدتك مشتري |
فأعطاه الحسن (عليه السلام) اثني عشر ألف درهم، وقال
عاجلتنا فاتاك وابل برّن |
|
طلاّ ولو أمهلتنا لم نقصر |
فخذ القليل وكن كأنّك لم تبع |
ما صنته وكأنّنا لم نشتر |
خلقت الخلائق من قدرةٍ |
|
فمنهم سخيّ ومنهم بخيل |
فأمّا السخيّ ففي راحةٍ |
|
وأما البخيل فحزن طويل |
نحن أناس نوالنا خضل |
|
يرتع فيه الرجاء والأمل |
تجود قبل السؤال أنفسن |
|
خوفاً على ماء وجه من يسل |
لو علم البحر فضل نائلن |
|
لغاض من بعد فيضه خجل |
ومارست هذا الدهر خمسين حجةً |
|
وخمساً أرجّي قائلاً بعد قائل |
فما أنا في الدنيا بلغت جسيمه |
|
ولا في الذي أهوى كدحت بطائل |
وقد أسرعت فيّ المنايا أكفّها |
وأيقنت أني رهن موتٍ معاجل |
انشأ هذه الابيات لاعرابي استصغره
ما غبيّاً سألت وابن غبيٍّ |
|
بل فقيهاً إذن وأنت الجهول |
فإن تك قد جهلت فإن عندي |
|
شفاء الجهل ما سأل السؤول |
وبحراً لا تقسمه الدوالي |
|
تراثاً كان أورثه الرسول |
ان السخاء على العباد فريضة |
|
لله يقرأ في كتابٍ محكم |
وعد العباد الاسخياء جنانه |
|
وأعدّ للبخلاء نار جهنّم |
من كان لا تندى يداه بنائلٍ |
|
للراغبين فليس ذاك بمسلم |
المصدر البحار ج 43 - ص 343
لكسرة من خسيس الخبز تشبعني |
|
وشربة من قراحٍ الماء تكفيني |
وطرة من دقيق الثوب تسترني |
|
حياً وان متّ تكفيني لتكفيني |
أجامل أقواماً حياء ولا أرى |
|
قلوبهم تغلي عليّ مراضها |
إذا ما أتاني سائل قلت مرحبا |
|
بمن فضله فرض عليّ معجل |
ومن فضله فضل على كلّ فاضلٍ |
|
وأفضل أيام الفتى حين يسأل |