تباشير الإمام الرضا بظهور المهدي (عج)

أُثِرَت عن الإمام الرضا عليه السلام كوكبة من الأحاديث، تحمل البشرى للمسلمين بظهور مهدي آل محمد عليه السلام، ومنها:

 

1 - وفد شاعر أهل البيت دعبل الخزاعي على الإمام الرضا عليه السلام، وتلا عليه قصيدته الخالدة التي عرض فيها مصائب أهل البيت ما عانوه من الظلم والاضطهاد من حكام الأمويين والعباسيين، وكان مطلعها:
مدارس آيات خلت من تلاوة        ومنزل وحي مقفر العرصات


ولما انتهى من قصيدته إلى قوله :

فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غدٍ        لقطع قلبي أثركم حسرات

ورفع الإمام رأسه ليستمع إلى أمل الخزاعي الذي لولاه لذهبت نفسه أسى وحسرات، وتلا دعبل قوله

خروج إمام لا محالة خارج يقوم على اسم الله والبركات       يميز فينا كل حق وباطل ويجزي على النعماء والنقمات
وبكى الإمام الرضا عليه السلام بكاءً مراً وشديداً، والتفت إلى دعبل شاعر المظلومين والمضطهدين، فقال له:" يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين، فهل تدري من هذا الإمام ؟ ومتى يقوم . . . " .

وطفق دعبل قائلا: " لا يا مولاي، إلا أني سمعت بخروج إمام منكم، يطهر الأرض من الفساد، يملأها عدلا . . " .

 

وانبرى الإمام عليه السلام يعرفه بالإمام المنتظر المصلح الأعظم قائلا: " يا دعبل الإمام من بعدي ابني محمد، وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم، المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج، فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، وأما متى يقوم فإخبار عن الوقت، وقد حدثني أبي، عن جدي، عن أبيه، عن آبائه، عن علي صلوات الله عليه، إن النبي صلى الله عليه وآله، قيل له: متى يخرج القائم من ذريتك ؟ فقال: مثله كمثل الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو عز وجل، ثقلت في السماوات لا تأتيكم إلا بغتة ".

 

2 - روى الحسن بن خالد، أن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام، قال: لا دين لمن لا ورع له، ولا إيمان لمن لا تقية له، و{إن أكرمكم عند الله أتقاكم} أي أعلمكم بالتقية، فقيل له: إلى متى يا بن رسول الله ؟ قال: إلى يوم الوقت المعلوم، وهو يوم خروج قائمنا فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا، فقيل له: يا بن رسول الله، ومن القائم منكم أهل البيت ؟ قال: الرابع من ولدي، ابن سيدة الإماء، يطهر الله به الأرض من كل جور ويقدسها من كل ظلم، وهو الذي يشك الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه، فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره، ووضع ميزان العدل بين الناس، فلا يظلم أحد أحدا، وهو الذي تطوى له الأرض ولا يكون له ظل، وهو الذي ينادي مناد من السماء، يسمعه جميع أهل الأرض الدعاء إليه يقول: ألا إن حجة الله قد ظهرعند بيت الله فاتبعوه فإن الحق فيه ومعه، وهو قوله تعالى:﴿إن نشأ ننزل عليهم من المساء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين﴾وقول الله عز وجل ﴿يوم ينادي المنادي من مكان قريب، يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج﴾ أي خروج ولدي القائم المهدي عليه السلام ".

 

هذه بضع الأحاديث التي أثرت عن الإمام الرضا عليه السلام في شأن حفيده الإمام المنتظر عليه السلام، وأنه سيكون مصدر إشراق ونور في جميع أنحاء الأرض.

 


حياة الإمام المنتظر المصلح الأعظم-دراسة وتحليل-، الشيخ باقر شريف القرشي، دار جواد الأئمة، ط1، بيروت/لبنان، 1429هـ / 2008 م، ص 218-220.

2024-05-10 | 133 قراءة