رواة الحديث

01 - زرارة بن أعين

 

عبد ربه بن أعْين الكوفي، المعروف بـ زُرارة بن أعين، ويُكنى بأبي علي، وكذلك بأبي الحسن، وهو من أهم رواة الشيعة وفقهائها في القرن الثاني الهجري.

كان من أجلّة أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام وتلامذتهما، ومن أصحاب الإجماع، الذين قال عنهم الكشّي "أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأوّلين من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا أفقه الأوّلين ستّة: زرارة بن أعين، ومعروف بن خرَّبوذ، وبريد بن معاوية، وأبو بصير الأسدي، والفضيل بن يسار، ومحمد بن مسلم، وقالوا أفقههم: زرارة، وهو أحد المخبتين المبشرين بالجنة". 

وقد وردت روايات كثيرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في مدحه، وكان من كبار العلماء والفقهاء والمؤسسين لفقه أهل البيت عليهم السلام، وكان له يد في الكلام والأدب والشعر، ويُذكر أنه كان مرجعاً في عصره لتمييز صحيح الروايات عن سقيمها. وكان الإمام الصادق عليه السلام يوجه الناس إليه.

كما أن الفقهاء كانوا يرجعون إلى رواياته في استنباطهم للأحكام الشرعية. إذ لا يخلو باب من أبواب الفقه من حديث له.

ذكر المرخون أن زرارة توفي في سنة مئة وأربعين وقيل سنة مئة وخمسين للهجرة.

 


02 - بُرَيْد بن معاوية العجلي

 

بُرَيد بن مُعاوية بن أبي حكيم، هو حاتم العجلي، ويُكنى بأبي القاسم، ومن أعلام القرن الثاني الهجري، كان من أجلّة أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام ومن أصحاب الإجماع.

وردت روايات كثيرة في مدحه، تُبيِّن مكانته عند الأئمة عليهم السلام في الدنيا والآخرة، فقد ذكره الإمام الصادق عليه السلام أنّه من أوتاد الأرض وأعلام الدين، فقال عليه السلام: "أوتاد الأرض، وأعلام الدين أربعة، محمد بن مسلم، وبريد بن معاوية، وليث بن البختري المرادي، وزرارة بن أعين"، وفي رواية قال: ما أجد أحداً أحيا ذكرنا إلا زرارة وأبو بصير ليث، ومحمد بن مسلم، وبريد، ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا، ثم قال: هؤلاء حفاظ الدين، وأمناء أبي على حلال الله وحرامه، وهم السابقون إلينا في الدنيا، والسابقون إلينا في الأخيرة. وقال عليه السلام: بشر المخبتين بالجنة، ثم ذكر الأربعة.

وقال فيه النجاشي والعلامة الحلي: وجه من وجوه أصحابنا وفقيه أيضاً، وله محل عند الأئمة عليهم السلام.

فقد روى أحاديث كثيرة عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام، وهو ثقة عند العلماء.

اختلف في تاريخ وفاته، وقيل إنه توفي في حياة الإمام الصادق عليه السلام.

 


03 - الْفُضَيْلُ بْنُ يَسَارٍ

 

الفُضيل بن يسار النهدي أبو القاسم، ويكنّى بأبي مسور. ولد في الكوفة وأقام  بالبصرة، وهو فقيه ومُحدّث من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام، أجمع العلماء على وثاقته وجلالة قدره وفقاهته، واتسم بمجموعة من الخصال والصفات الحميدة ما جعله وجيهًا من وجهاء الشيعة.

 وهو أحد أصحاب الإجماع الذين قال عنهم الكشي: "أجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب أبي جعفر عليه السلام، وأصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام، وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الأولين ستة، وهم: زرارة، ومعروف بن خرَّبوذ، وبريد، وأبو بصير الأسدي، والفُضيل بن يسار، ومحمد بن مسلم الطائفي. وقد وردت روايات من الأئمة في حقه، ومنها قول الإمام الصادق عليه السلام: "رحم اللَّه الفُضيل بن يسار وهو منَّا أهل البيت".

إنَّ أكثر الروايات التي رواها الفُضيل كانت في الفقه، وقد روى بعض الروايات في التوحيد، وولاية أهل البيت عليهم السلام وعصمتهم. كان ثقة العلماء ومحل مدحهم وتقديرهم.

ذُكر اسمه في العديد من أسانيد روايات أهل البيت عليهم السلام، وقيل إنّه توفي في حياة الإمام الصادق عليه السلام.

 


04- أبو بصير الأسدي

 

أبو بصير الأسدي، هو يحيى بن إسحاق الأسدي الكوفي، كنيته أبو محمّد.

 وهو من رواة الحديث في القرن الثاني الهجري، وأحد الأوّلين الستّة الذين أجمع الفقهاء على تصديق أنهم من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام، والذين انقادوا لهم بالفقه.

أخذ أبو بصر الحديث والفقه وسائر العلوم عن الإمامين أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، وروى عنهما وعن الإمام موسى الكاظم عليه السلام.

من مؤلفاته: كتاب يوم وليلة، وكتاب مناسك الحج . وروى الكثير من الروايات في العقيدة والفقه. وأثنى عليه علماء الشيعة، وعرّفه علماء الرجال بالوثاقة التامّة.

ولد أبو بصير مكفوفاً، ورأى الدنيا مرّتين، مرة مسح أبو جعفر عليه السلام على وجهه وعينيه فَأَبْصَرَ الشَّمْسَ والسَّمَاءَ والأَرْضَ والْبُيُوتَ وكُلَّ شَيْءٍ فِي الْبَلَدِ، ثُمَّ قَالَ لِه أتُحِبُّ أَنْ تَكُونَ هَكَذَا ولَكَ مَا لِلنَّاسِ وعَلَيْكَ مَا عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَوْ تَعُودَ كَمَا كُنْتَ ولَكَ الْجَنَّةُ خَالِصاً، فقال أبو بصير أَعُودُ كَمَا كُنْتُ، فَمَسَحَ عَلَى عَيْنَيه فَعاد كَمَا كانْ. ومرة مسح أبو عبد الله عليه السلام على عينيه، وقال: أنظر ما ترى؟ قال: أرى كوّة في البيت وقد أرانيها أبوك من قبلك. وقيل إنه توفي سنة مئة وخمسين هجرية.

 


05- جميل بن دراج

 

جميل بن درّاج بن عبد الله النخعي الكوفي، كان يكنى بأبي علي، وقيل بأبي محمد.

 روى عن الإمامين الصادق والكاظم عليهما السلام، وكان فقيهاً ومحدِّثاً شيعياً في القرن الثاني الهجري، وكان له منزلة عظيمة، ومكانة علمية، وهو من أصحاب الإجماع الذين قال عنهم الكشي: أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح من هؤلاء وتصديقهم لما يقولون، وأقروا لهم بالفقه، وهم: جميل بن درّاج، وعبد اللَّه بن مُسكان، وعبد اللَّه بن بُكير، وحماد بن عيسى، وحماد بن عثمان، وأبان بن عثمان. وقيل إنّ جميل كان أفقههم، وقال محمد بن حسان: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يتلو هذه الآية )فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ( ثم أهوى بيده إلينا، ونحن جماعة فينا جميل بن دراج وغيره، فقلنا: أجل والله جعلت فداك لا نكفر بها.

ذكر العلماء أنَّ لجميل بن درّاج كُتب رواها عنه جماعات من الناس، وطرقه كثيرة، وله كتابان أيضاً اشترك فيهما مع آخرَين. وفي آخر عمره كفّ بصره، وتوفي في حياة الإمام الرضا عليه السلام.

 


06- معروف بن خرَّبوذ

 

معروف بن خرَّبوذ القرشي المكي، فقيه ومُحدّث، صاحب ثلاثة أئمة معصومين، علي بن الحسين زين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق عليهم السلام، وقد كانت له منزلة عظيمة، وهو من أصحاب الإجماع، وأحد الستة الذين اتُّفِق على تصحيح ما يصح عنهم، والإقرار لهم بالفقه. وأجمع علماء الإسلام على وثاقته وجلالة قدره وفقاهته، وقد دلّت الأحاديث على كبير مقامه ومعرفته بأهل البيت عليهم السلام ومقاماتهم، وله من الخصال والصفات الحميدة ما جعله وجيها من وجهاء الشيعة، بل وكونه من أهل الأسرار، وكان من العبّاد الطويل سجودهم.

وقد مدحه العلماء ووصفه بعضهم بأنه صدوق. وورد الكثير من الروايات التي تحمل اسم معروف بن خرَّبوذ في أسانيدها.

لم يذكر المؤرخون سنة محددة لوفاة معروف بن خرَّبوذ، ولكن بعضهم قال إنه توفي في الحقبة التي تتراوح بين سنة مئة وواحد وخمسين ومئة وستين للهجرة.

 


07- محمد بن مسلم

 

محمد بن مسلم بن رباح الثقفي، الملقب بأبي جعفر. ولد سنة ثمانين للهجرة.

وهو فقيه ومحدث من أصحاب الأئمة المعصومين الثلاثة: الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام، وعُدَّ من أصحاب الإجماع. وأحد الستة الذين أُجمع على تصديقهم من أصحاب الإمامين أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام. قيل إنه أقام في المدينة المنورة أربع سنين يدخل فيها على الإمام الباقر عليه السلام ويسأله.

ذُكر فضله ومنزلته في الكثير من الروايات الشريفة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام، وقد أجمع العلماء على وثاقته وجلالة قدره وفقاهته، كان يتحلى بخصال وصفات حميدة جعلته وجيهاً من وجهاء أتباع أهل البيت عليهم السلام، فقد كان من الفقهاء الشيعة الذين يُرْجِعُ الأئمة عليهم السلام أتباعهم إليهم لأخذ معالم دينهم عنهم.

روى الكثير عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام، وله كتاب الأربعمائة مسألة في أبواب الحلال والحرام.

وتوفي محمد بن مسلم سنة مئة وخمسين للهجرة.

 


 08- عبد الله بن بُكير

 

عبد الله بن بُكير بن أعين، المرادي الكوفي، الملقب بأبي علي الشيباني، هو واحد من آل أعين المعروفة بالعلم، وأحد أصحاب الأئمة عليهم السلام، روى عن الإمام الصادق عليه السلام، وهو ثقة في رواية الحديث، وأحد أصحاب الإجماع الذين أجمعت الطائفة على صحة ما يروونه، ومن الرواة الثقاة الذين يأخذ علماء الرجال بروايتهم. كما أن هناك العديد من الروايات عن أهل البيت عليهم السلام، التي تحمل اسمه في أسانيدها.

درس عبد الله بن بكير عند كبار المشايخ في عصره، منهم: أبوه بُكير بن أعين، وعمه زرارة بن أعين ، وحمران بن أعين، وحمزة بن حمران، وعبيد بن زرارة، وحفص بن أبي عيسى.

وكذلك هناك الكثير ممن تتلمذوا على يدي عبد الله بن بُكير ورووا عنه.

 


09- حمّاد بن عيسى

 

حمّاد بن عيسى بن عبيدة بن الطفيل الكوفي، يكنى بأبي محمد، الْجُهَنِيِّ  البصري، وقيل: أصله الكوفة، وسكن البصرة.

وهو فقيه ومحدث من أصحاب الأئمة: الصادق، والكاظم، والرضا، والجواد، عليهم السلام، وقد كانت له منزلة عظيمة، وهو من أصحاب الإجماع الذين أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح منهم وتصديقهم لما يقولون، وأقرّوا لهم بالفقه.

أجمع العلماء على وثاقته وجلالة قدره وفقاهته، ورد اسمه في سند العديد من الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، وله كتاب النوادر، وكتاب الزكاة، وكتاب الصلاة.

روي أن حمّاد بن عيسى طلب من الإمام الكاظم عليه السلام أن يدعو له أن يرزقه الله تعالى الحج كل سنة، فدعا له الإمام عليه السلام أن يذهب للحج خمسين سنة، فعرف حمَّاد أنه لن يعيش أكثر من ذلك، وقد حج خمسين مرة، ثم خرج للحج ولمَّا وصل موضع الإحرام دخل يغتسل في الوادي فحمله السيل  فغرق وتوفي، وذلك سنة مئتين وثمانية، وقيل سنة مئتين وتسعة للهجرة، فعُرف بـغريق الجحفة.

 


10- عبد الله بن مُسكان

 

عبد الله بن مُسكان، الكوفي، فقيه ومحدِّث من أصحاب الإمام الصادق والإمام الكاظم عليهما السلام، كنيته أبو محمد، وقد كانت له منزلة عظيمة، وهو من أصحاب الإجماع الذين أجمع العلماء على تصحيح ما يصح من هؤلاء وتصديقهم لما يقولون.
ذكر اسم عبد الله بن مُسكان في كثير من أسانيد روايات أهل البيت عليهم السلام المروية في الكتب الحديثية، له كتاب الإمامة، وكتاب الحلال والحرام، وروى عن كثير من المشايخ، كما أن الكثير من الرواة رووا عنه. 
كان فقيهاً معظماً من الفقهاء الأعلام والرؤساء العظام المأخوذ منهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام، وعدّه الشيخ المفيد من الأعلام الرؤساء الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم وهم أصحاب الأصول المدونة والمصنفات المشهورة.
 توفي عبد الله بن مُسكان في حياة الإمام الكاظم عليه السلام.

 


11- أبان بن عثمان

 

أبان بن عثمان بن يحيى بن زكريا اللؤلؤي البجلي، المعروف بالأحمر، كان من أهل البصرة ويسكن الكوفة.

 وهو فقيه ومحدث من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم عليهما السلام، وقد كانت له منزلة عظيمة، وهو من أصحاب الإجماع الذين أجمعوا على تصحيح ما يصح منهم وتصديقهم لما يقولون، وأقروا لهم بالفقه.

ورد اسم أبان بن عثمان في الكثير من أسانيد الروايات المروية عن المعصومين عليهم السلام، في الكتب الأربعة المعتبرة عند أتباع أهل البيت عليهم السلام، وعُرف من مصنفاته كتابه الذي جمع المبدأ والمبعث والمغازي والوفاة والسقيفة والردة.

روى أبان بن عثمان عن عدد من كبار الرواة منهم: زرارة بن أعين، وأبو جعفر الأحول، وأبو الصباح الكناني، وأبان بن تغلب، وغيرهم.

وكذلك رَوَى عن أبان الأحمر عددٌ من الرواة.

واختُلف في تاريخ وفاته، وقيل إنه توفي سنة مئة وسبعين للهجرة.

 


12- صفوان بن يحيى البَجلي

 

صفوان بن يحيى البَجلي الكوفيّ، كنيته أبو محمد، قيل إنه ولد في الكوفة وعاش فيها.

وهو من رواة الحديث في القرن الثاني الهجري، ومن أصحاب الإجماع، كان ورعاً عابداً مميزاً، صاحب الأئمة الثلاثة: الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام، وكان من الموثوقين لديهم، كما أنه كان وكيلاً للإمامينِ الرضا والجواد عليهما السلام، وكانت له منزلة عظيمة خاصة عند الإمام الجواد عليه السلام.

وهو ممّن روى نصّ الإمام الرضا بإمامة ابنه الجواد عليهما السلام.

قال عنه الشيح النجاشي: ثقة ثقة، وقال الشيخ الطوسي: أعبد أهل زمانه وأوثقهم عند أصحاب الحديث.

له من المؤلفات ثلاثون كتاباً. روى عن أربعين رجلاً من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام. وقد طبع اسمه في إسناد كثير من الروايات المروية عن الأئمة الثلاثة: الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام.

تُوفّي صفوان بن يحيى سنة مئتين وعشرة للهجرة، فأرسل الإمام الجواد عليه السلام حنوطاً وكفناً ليكفّن به، وعين أحداً يُصلّي عليه، ودُفن في المدينة المنورة.

 


13- يونس بن عبد الرحمن

 

يونس بن عبد الرحمن، المكنى بأبي محمد، فقيه ومحدِّث ومتكلم، صَاحَبَ الأئمة الثلاثة: الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام، وهو أحد الذين أُجمع على تصحيح ما يصح عنهم وتصديقهم، وأقروا لهم بالْفقه والعلم.

ورد الكثير من الروايات عن أهل البيت عليهم السلام في فضله ومنزلته، وأجمع العلماء على وثاقته وجلالة قدره وفقاهته، كان يتمتع بمجموعة خصال وصفات حسنة جعلته وجهاً من وجهاء الشيعة.

كان له موقف حاسم في الرد على الواقفية. ذكر العلماء أنه كان مهتماً بالرواية اهتماماً شديداً من حيث ضبط الأخبار والتمييز بين صحيحها وسقيمها، وله الكثير من الكتب في الفقه والكلام والحديث.

عرف يونس بن عبد الرحمن بأنه شديد العبادة، فقد وصفه الإمام الرضا عليه السلام  بالعبد الصالح، وقال أيضاً: يونس في زمانه كسلمان في زمانه.

وضمن له الإمام الجواد عليه السلام الجنة، وذكره الإمام العسكري عليه السلام عندما عُرض عليه كتاب له فقال: أعطاه الله بكل حرف نوراً يوم القيامة.

حج يونس أربعاً وخمسين حجة، وآخر حجّة كانت نيابة عن الإمام الرضا عليه السلام، توفي في المدينة المنورة سنة مئتين وثلاث للهجرة.

 


14- الحسن بن محبوب

 

الحسن بن محبوب  السرّاد، ويقال: الزرّاد، يُكنى بأبي علي، فقيه ومحدِّث، من أصحاب الإمام الكاظم والإمام الرضا والإمام الجواد عليهم السلام، وروى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، وعن ستين رجلاً من أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام. وهو من أصحاب الإجماع الذين أُجمع على تصحيح ما يصح عنهم وتصديقهم، وأقروا لهم بالْفقه والعلم، وله منزلة عظيمة، ويعد في الأركان الأربعة في عصره. تلمَّذ على يد عدد من كبار المشايخ في زمانه، وروى عنه الكثير من الرواة.

روي أن أحدهم، قال لأبي الحسن الرضا عليه السلام، إِنَّ الحسن بن محبوب الزرّاد أتانا عنك برسالة! قال: صدق، لا تقل الزرّاد، بل قل: السرّاد إنَّ اللَّه تعالى يقول : ﴿وقدِّر في السَّردِ﴾.

ولابن محبوب كتب كثيرة، منها: المشيخة، الحدود، الديات، الفرائض، النكاح، الطلاق، وكتاب النوادر نحو ألف ورقة، وغيرها.

ورد اسم الحسن بن محبوب في سند كثير من الروايات عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام.

قيل إنه توفي في آخر سنة مئتين وأربع وعشرين للهجرة، وكان له من العمر خمس وسبعون سنة.

 


15- عبد الله بن المغيرة

 

عبد الله بن المغيرة أبو محمد البجلي الكوفي، فقيه ومحدث من أصحاب الإمامين الكاظم والرضا عليهما السلام، وقد كانت له منزلة عظيمة، وهو من أصحاب الإجماع، وقال الكشي أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه، وأقروا له بالفقه

والعلم. وقال عنه النجاشي: كوفي، ثقة، لا يعدل به أحد من جلالته ودينه وورعه، ورد اسمه في سند كثير من الروايات عن أئمة أهل البيت عليهم السلام.

روى عبد الله بن المغيرة عن كبار مشايخ عصره، وكذلك روى عنه الكثير من الرواة، وذُكر أنه صنّف ثلاثين كتاباً، منها: كتاب الوضوء، كتاب الصلاة، كتاب الزكاة، كتاب الفرائض، وكتاب في أصناف الكلام.

قيل إنه بعد استشهاد الإمام الكاظم عليه السلام أصبح واقفياً، ثم رجع عن وقفه وآمن بإمامة الإمام الرضا عليه السلام، ونقل عنه أنه ذهب إلى الحج ودعا الله تعالى عند الملتزم في الكعبة بالتوفيق لدينه، ثم أتى الإمام الرضا عليه السلام واعترف بأنه حُجّة الله وأمينه علىٰ خلقه، بعد أن بشّره الإمام الرضا عليه السلام، بأن الله تعالى قد استجاب دعاءه.

 


16- محمد بن أبي عمير

 

محمد بن زياد الأزدي بن أبي عمير البغدادي، فقيه ومحدث شيعي من أصحاب الأئمة الثلاثة: الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام، وسمع منهم أحاديث، وروى عنهم، وهو من أصحاب الإجماع، وقد أجمع علماء الشيعة على وثاقته وجلالة قدره وفقاهته، وكان يلقب بثقة الإسلام.

عُرِف ابن أبي عمير بعبادته، فقال عنه النجاشي: كان من أوثق الناس عند الخاصة والعامة وأنسكهم نسكاً، وأورعهم وأعبدهم.

وروي أن هارون العباسي حبسه ليدل على مواضع الشيعة، وقد ضُرِبَ أسواطاً بلغت منه فكاد أن يقر لعظم الألم، فسمع محمد بن يونس يقول: اتقِ الله يا محمد بن أبي عمير، فصبر ففرج الله عنه.

وقيل إن رواياته في الكتب الأربعة المعتبرة عن الأئمة عليهم السلام بلغت أكثر من خمسة آلاف رواية، وصنّف البعض كتاباً بعنوان مسند ابن أبي عمير، وفيه أربعة آلاف رواية، كما قيل إنه ألَّف أربعة وتسعين كتاباً.

توفي محمد بن أبي عمير سنة مئتين وسبع عشرة للهجرة.

 


 17- أحمد البزنطي

 

أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، فقيه ومحدِّث. صَاحَبَ الأئمة الثلاثة: الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام، وكان له منزلة عظيمة عندهم، وهو من أصحاب الإجماع الذين أجمع الفقهاء على تصحيح ما يصح عنهم وتصديقهم وأقروا لهم بالفقه والعلم. وله مكانة علمية مرموقة، ولديه العديد من أسانيد الروايات المروية عن أهل البيت عليهم السلام في الكتب الحديثية.

لقد ورد الكثير من أقوال العلماء في بيان مكانته ووثاقته، وعدّه الشيخ الطوسي من رجال الإمام الكاظم عليه السلام، وأنه لقي الإمامين الرضا والجواد عليهما السلام، وقال: وهو ثقة جليل القدر. وقال عنه النجاشي: إنه كان عظيم المنزلة عند الإمامين الرضا والجواد عليهما السلام، وأنه لا يروي إلا عن ثقة.

وذكر أصحاب التراجم أنَّ للبزنطي من المؤلفات: كتاب الجامع، وكتابان في النوادر.

وقال النجاشي إن أحمد بن محمد توفي سنة مئتين وإحدى وعشرين للهجرة.

 


18- الحسن بن علي بن فضال

 

الحسن بن علي بن فضال، ويكنى بأبي محمد، فقيه ومحدِّث، وله منزلة عظيمة، وهو من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام، ورد اسمه في الكثير من أسانيد الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، وهو من أصحاب الإجماع الذين أجمع العلماء على تصحيح ما يصح عنهم وتصديقهم، وأقروا لهم بالفقه والعلم. وله من المؤلفات: كتاب الصلاة، كتاب الديات، كتاب التفسير، كتاب الابتداء والمبتدأ، وكتاب الطب.

تأثر الحسن بن علي بن فضال بعدد من العلماء الأعلام منهم: ابن أبي عمير، وإسحاق بن عمار، وثعلبة بن ميمون، وغيرهم.

كما تأثر به الكثير من الأعلام، منهم: إبراهيم بن هاشم، وأحمد بن أبي عبد الله البرقي، والحسن بن علي الوشاء، وغيرهم.

كان الحسن بن علي بن فضال زاهداً وورعاً، حتى قال عنه النجاشي: قد بلغ الحسن في الزهد والورع والانقطاع عن الدنيا الغاية القصوى.

وقيل إنه توفي سنة مئتين وأربعٍ وعشرين للهجرة.

 

2024-07-29 | 153 قراءة