أماكن وردت في القرآن الكريم

الحلقة الأولى | إرم ذات العماد

 

نص الحلقة الأولى:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ) سورة الفجر الآيات: 6-7-8 .

إرم هي مدينة قبيلة عاد، وكانت معمورة منقطعة النظير في فخامتها، ذات قصور عالية وعمد ممدّدة، وأراض خصبة ذات جنات ونخيل وزروع مختلفة.

وقد ذكر بعض المفسرين قصة اكتشاف مدينة إرم في صحاري شبه الجزيرة العربية، وتحدّثوا عن رونقها وبنائها العجيب، فقوم عاد كانوا من أقوى القبائل في حينها، ومدنهم من أرقى المدن من الناحية العمرانية، وكما أشار إليها القرآن الكريم  أنها لم يخلق مثلها في البلاد.

وقيل إنّ إرم هو ابن سام بن نوح عليه السلام، وقوم عاد من سلالته فسمّيت المدينة باسم الجد الأعلى.

وقد ذكر القرآن اسم مدينة إرم مبيّناً أنّ من سكن فيها قد تعرّضوا للهلاك بفعل انحرافهم عن جادّة التوحيد، وفسادهم في الأرض، ولم تنفعهم كلّ مظاهر القوة المادّية التي تحصنّوا بها. 

 


 

 الحلقة الثانية| الأيكة

 

نص الحلقة الثانية:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ) الشعراء: 176.

الأيكة اسم قرية أو أرض معمورة على مقربة من مدين بلدة النبي شعيب (عليه السلام)، ومعنى الأيكة في الأصل المحلّ المكتظّ بالأشجار، وقيل هي الغيضة تُنبت السدر والأراك، وسمّي المكان بذلك لأنّ فيها أشجاراً كثيرة ملتفّة.

وقد سمّى الله تعالى سكانها بأصحاب الأيكة ووصفهم بالظلم حيث قال في سورة الحِجر: (وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ * فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ). وعن قصّتهم مع شعيب قال عز وجل في سورة الشعراء: (كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ..).

فقد عاش أصحاب الأيكة في بلدهم منعّمين مترفين ذوي حياة مرفهة وثروة كثيرة، ولكنّهم أبدلوا الشكر بالكفر، فأقاموا صرح الظلم والاستبداد، وقد دعاهم شعيب عليه السلام إلى التوحيد ونهج طريق الحق، مع تحذيره المكرّر لهم من عاقبة أعمالهم السيئة فيما لو استمروا على الحال التي هم عليهاـ لكنّهم أبَوا فحقّت عليهم كلمة العذاب فأُهلكوا بالصاعقة.

 


 

الحلقة الثالثة | بابل

 

نص الحلقة الثالثة:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ).

تُعتبر مدينة بابل من أعرق المدن في العالم؛ إذ إنّها كانت حاضرة الدولة البابلية التي استوطنت في بلاد ما بين النهرين في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، كما كان لها دور كبير في إثراء الحضارة الإنسانية في نواحٍ كثيرة.

وبابل هي المدينة العراقية الوحيدة التي ذُكرت في القرآن الكريم وذلك حينما تطرّقت الآيات الكريمة في سورة البقرة إلى ضلال بني إسرائيل بعد وفاة النبي سليمان (عليه السلام)، فقد نبذوا كتاب الله عز وجل؛ واتّبعوا كتب السحر والشعوذة ناسبين معاجز نبيّهم سليمان إلى السحر، فأرسل الله عز وجل لهم ملَكين بصورة رجلين يعلّمان الناس السحر الحقيقي ليُبطلوا بعلمهم به ما يفعله أهل السوء من الإفساد بين الناس.

 


 

الحلقة الرابعة | سيناء

 

نص الحلقة الرابعة: 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآَكِلِينَ).

طور سيناء هو الجبل المعروف في صحراء سيناء حيث أشجار الزيتون المثمرة، وحيث ذهب موسى عليه السلام لمناجاة ربه عز وجل، و(سيناء) تعني المبارك، أو كثير الأشجار، أو الجميل. وقيل: إنّه جبل قرب الكوفة في أرض النجف.

وطور سيناء هو المعبّر عنه بـ طور سينين كما في قوله تعالى في سورة التين: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ).

وهو الجبل الذي جاء ذكره في قوله تعالى: (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، فقد ورد عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أنه قال: لمّا أنزل الله التوراة على بني إسرائيل لم يقبلوه، فرفع الله عليهم جبل طور سيناء، فقال لهم موسى: إن لم تقبلوا وقع عليكم الجبل، فقبلوه وطأطؤوا رؤوسهم.

 


 

الحلقة الخامسة | جبل الجودي

 

نص الحلقة الخامسة:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وغِيضَ الماءُ وقُضي الأمرُ واستَوتْ على الجُودِيّ، وقيلَ بُعداً للقوم الظالمين).

جبل الجوديّ هو أحد البقاع المشهورة التي ورد ذكرها في التاريخ القديم، وقد تعدّدت مسمّياته، وعُرف بأنّه أحد أعلى الجبال في تركيا وقيل في الموصل بالعراق وهو معلم بارز تناولته العديد من الروايات.

وقد ورد ذكر هذا المعلم في القرآن الكريم تحديدًا في سورة هود في قصة الطوفان الذي أهلك الظالمين ونجا منه نبي الله نوح عليه السلام ومن معه من المؤمنين، حيث رست السفينة على الجبل بعد أن غاض الماء وانحسرت الأمواج العاتية حيث قال تعالى :(واستَوتْ على الجُودِي).

ويروى أنّ نوحاً عليه السلام بنى مسجداً على قمّة جبل الجودي، وأنه أقيمت على سفحه قرية تدعى ثمانين، وهي أوّل محلّ نزل فيه أصحاب نوح عليه السلام وكان عددهم ثمانين شخصاً.

وفي رواية عن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: إنّ الجبال تطاولت لسفينة نوح عليه السلام وكان الجوديّ أشدّ تواضعاً فحطّ الله بها على الجودي.

 


 
 

الحلقة السادسة | الأحقاف 

 

نص الحلقة السادسة:

(وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) الأحقاف:21.

الأحقاف جمع حقف وهو رمل مستطيل مرتفع فيه انحناء، والأحقاف المقصودة في الآية هي أراض في جنوبيّ الحجاز تشكّل الآن جزءاً من سلطنة عمان، يحدّها من الغرب حضرموت اليمنية، ومن الشمال صحراء الربع الخالي، ومن الجنوب المحيط الهندي.

كانت الاحقاف منذ آلاف السنين مساكن قوم عاد الذين بُعث فيهم نبيّ الله هود عليه السلام، وقد كانوا يتّصفون بالقوّة الجسمانية والمالية والتمدّن المادي، فبنوا القصور الجميلة والقلاع المحكمة في الأماكن المرتفعة.

وكان أهل الأحقاف رجالاً مقاتلين أشداء، فأصيبوا بالغرور حتى ظنّوا أنّ قوتهم لا تُقهر، ولذلك كذبوا الرسل وأنكروا دعوتهم، فاستحقوا العذاب الماحق وفي ذلك الله عز وجل: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا).

وقد أشار أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في خطبة له إلى قصة عاد وما حلّ بهم حيث قال: (واتَّعِظُوا فِيهَا بِالَّذِينَ قَالُوا: مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً؟ حُمِلُوا إِلَى قُبُورِهِمْ فَلَا يُدْعَوْنَ رُكْبَاناً وأُنْزِلُوا الأَجْدَاثَ فَلَا يُدْعَوْنَ ضِيفَاناً وجُعِلَ لَهُمْ مِنَ الصَّفِيحِ أَجْنَانٌ ومِنَ التُّرَابِ أَكْفَانٌ ومِنَ الرُّفَاتِ جِيرَانٌ).

 


 

الحلقة السابعة | نهر طالوت

 

نص الحلقة السابعة:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ..) البقرة:249.

النهر الذي ذكرته الآية الكريمة هو المعروف اليوم بنهر الأردن، ينبع من الشمال تغذّيه روافد مصدرها جبال لبنان ويصبّ في البحر الميت.

ومناسبة ذكر هذا النهر في القرآن الكريم أنّ بني إسرائيل حين خرجوا من مصر ودخلوا أرض فلسطين عاشوا مرحلة فيها قوة واستقرار ثم ما لبثوا أن أصابهم الضعف وطُردوا من حيث أقاموا، وكان نبيّهم حينها يُدعى إشموئيل فطلبوا منه أن يسأل ربّه أن يجعل لهم ملِكاً قائداً يسيروا خلفه لاستعادة ما فقدوه .. وهكذا فقد اختار لهم إشموئيل رجلاً قويّ البنية عالماً بفنون الحرب يُدعى طالوت.. ولمّا تجهّزوا للقتال أراد طالوت أن يختبر استعدادهم لتحمّل الصعاب التي تنتظرهم في مواجهة الأعداء فطلب منهم أثناء عبورهم النهر أن لا يشربوا منه إلّا بمقدار قليل لكنّ أكثرية الجيش لم تلتزم بأوامر قائدها، بل أكثروا من الشرب وملأوا أوانيهم.. فقرر طالوت حينها أن يكمل مسيره بالقلّة التي صبرت على مشقّة العطش فكُتب النصر لتلك القلّة على أعدائهم.

 


 
 

الحلقة الثامنة | مصر

 

نص الحلقة الثامنة: 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا..) يوسف: 21.

مصر البلد المعروف الواقع في الشمال الشرقي لقارة أفريقية ذُكر في القرآن الكريم في موارد عدّة في سياق قصّتي النبيّين يوسف وموسى عليهما السلام.. والآية التي افتتحنا بها كانت لمناسبة بيع يوسف عندما كان صبياً في السوق كعبد رقيق حيث اشتراه عزيز مصر وأوصى زوجته بالعناية به.

والمورد الثاني الذي ذكرت فيه مصر في سياق قصة يوسف كان حينما تعرّف عليه السلام إلى إخوته وأرسل خلف أبيه يعقوب وسائر أهله ليُقيموا في البلد الذي أصبح هو العزيز فيه وذلك هو قوله تعالى: (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ).

أمّا في قصة موسى عليه السلام فجاء ذكر مصر في سياق بيان استكبار فرعون ورفضه الإيمان بالله تعالى ربّ موسى وهارون، وذلك في قوله تعالى: (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ).

كذلك جاء ذكر مصر في قوله تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ..).. وكان ذلك خلال الصراع بين موسى وهارون من جهة وفرعون وجنوده من جهة أخرى والذي انتهى بخروج بني إسرائيل من أرض مصر.

 


 

الحلقة التاسعة | مدينة أيلة

 

 نص الحلقة التاسعة:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) الأعراف:163.

القرية التي كانت حاضرة البحر هي مدينة أيلة التي تقع على ساحل البحر الأحمر، بين مدينتَي مدين والطور.

عاش فيها قوم من بني إسرائيل يعملون في صيد الأسماك، وكان الله عز وجل قد حرّم عليهم أن يصطادوا يوم السبت وأمرهم أن يجعلوه يوم عبادة.. ولأجل اختبار مدى التزامهم بما فُرض عليهم كانت الاسماك تحضر بكثرة يوم السبت وتظهر لهم أسراباً على صفحات الماء.. أمّا في سائر الأيام فتختفي ولا يجدوا لها أثراً.. فلم يصبر أهل أيلة على ذلك ولجأوا إلى حيلة بأن اتّخذوا أحواضاً على الشاطئ يوم الجمعة تقف فيها الأسماك الآتية بالمدّ البحري، ولا تستطيع العودة إلى الماء في عملية الجزر.

وانقسم أهل أيلة حينها ثلاث فرق: فرقة نهوا عن هذه الحيلة، وفرقة وقفوا محايدين، وفرقة هم أصحاب الخطيئة.

وكانت النتيجة أن أهلك الله تعالى الفرقتين وأنجا الذين نهوا عن التلاعب بالتشريع الإلهي.

 


 

الحلقة العاشرة | المدينة المنورة

 

نص الحلقة العاشرة:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ..) التوبة: 120.

هي مدينة يثرب التي هاجر إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم تاركاً موطنه مكّة بعد أن تآمر المشركون على قتله.. وفيها تأسّست الدولة الإسلامية الأولى، وشهدت ربوعها صعود الدعوة الخاتمة وانتشارها بعد أن سجّل المسلمون انتصارات حاسمة على من حاربهم من أهل الكتاب والمشركين..

وقد بدّل النبي صلى الله عليه وآله اسم يثرب إلى طيبة، ثمّ عُرفت بمدينة الرسول، وخفّفت إلى المدينة.

وقد ورد اسم يثرب مرّة واحدة في القرآن الكريم على لسان المنافقين في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا). حيث إنّه لمّا اشتد الخناق على المسلمين من قبل جموع قريش وغطفان ويهود المدينة في معركة الأحزاب جاهر قسم من المنافقين كانوا في جيش المسلمون بلزوم العودة إلى أحيائهم داخل يثرب، واحتجّ آخرون بأن بيوتهم مكشوفة ولا يستطيعون البقاء بعيدين عنها.

 

 
 

 

 

2024-07-29 | 52 قراءة