أبناء المعصومين

الحلقة الأولى | موسى المبرقع

 

نص الحلقة الأولى:

موسى المبرقع ابن الإمام محمد بن علي الجواد عليهما السلام، وشقيق الإمام علي الهادي عليه السلام لأمه وأبيه، وكانت أمهمها أم ولد تسمى بسُمَانَة المغربية المعروفة بالسيدة أم الفضل. ولد بالمدينة المنورة سنة مئة وأربع عشرة هجرية، وعاش بكنف والده ست سنين، لقب بالمبرقع لإسدال برقع دائماً على وجهه، لأنه كان حسن الوجه، وجميل الصورة، وكان يُشَبَّهَ بالنبي يوسف عليه السلام، فكان الناس يطيلون النظر إليه انبهاراً بجماله.

كان موسى بن الجواد (ع) من أهل العلم والدراية ورواة الحديث، فأقام بالمدينة حتى استشهاد أبيه الإمام الجواد (ع)، ومنها هاجر إلى الكوفة، وبعد وفاة أخيه الإمام الهادي (ع) بسنتين، توجه إلى مدينة قم، ومنها إلى كاشان، ثم عاد إلى قم وبقي فيها إلى أن توفاه الله تعالى، ودفن في أحد أحيائها في منطقة تعرف باسم "الأربعون كوكباً"، حيث دفن معه أربعون شهيداً من السادة الرضوية، منهم رجال ونساء وأطفال، وأصبح قبره مزاراً للمحبين والمريدين.

 

 

 
 

الحلقة الثانية | اسماعيل ابن الإمام الصادق (ع) 

 

نص الحلقة الثانية:

إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، أمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، كنيته أبو محمد، وهو أكبر أولاد الإمام الصادق عليه السلام.

كان أبو عبد الله عليه السلام يحب إسماعيل حباً شديداً، ويبر به ويشفق عليه. حتى ظن بعض قومه أنه القائم بالإمامة والخلافة بعد أبيه، لِمَا كان عليه من التقوى والفضل، ولميل أبيه إليه، وإكرامه له، ولكن موته في حياة أبيه أزال ذلك الظن.

توفي إسماعيل ابن الإمام الصادق عليه السلام بالعُريض، فحمل على رقاب الرجال إلى أبيه في المدينة، فحزن عليه أبوه عليه السلام حزناً شديداً، وأمر بوضع السرير على الأرض، وكان يكشف عن وجهه وينظر إليه ويقبل جبهته وذقنه ونحره مراراً، ويعوذه بالقرآن الكريم، يريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين بخلافته من بعده، وكتب الإمام الصادق عليه السلام على كفنه: إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله، ثم دفن بالبقيع.

وإليه تنسب الطائفة الإسماعيلية.

 

 
 

الحلقة الثالثة | إبراهيم المجاب

 

نص الحلقة الثالثة: 

السيد إبراهيم بن محمّد العابد بن موسى بن جعفر عليهم السلام، ينتمي إلى سلالة جليلة طاهرة، ينتهي نسبه إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام.

 كان السيد إبراهيم صالحاً متعبداً ورعاً فاضلاً، كثير الدعاء والأوراد، وكان ضريراً لا يخرج من بيته إلا للضرورة، وهو مواظب على العبادة ليلاً ونهاراً.

من ألقابه: تاج الدين، الضرير، المكفوف، وأشهر ألقابه المجاب، وسبب تسميته بالمجاب، هو أنه دخل ذات يوم إلى مشهد الإمام الحسين عليه السلام وقال: "السلام عليك يا أبة" فسمع الإمامَ الحسينَ عليه السلام يرد عليه "وعليك السلام يا ولدي" وبعد ذلك صار جاراً له عليه السلام، واشتهر بين العلماء علو مكانه.

يقع مرقد السيد إبراهيم المجاب بن محمد بن الإمام الكاظم عليه السلام الجد الأكبر للكثير من العلماء السادة، في رواق الحرم الحسيني المعروف قرب مرقد الإمام الحسين عليه السلام، فيتشرف الزوار بزيارته عند زيارة سيد الشهداء عليه السلام، ويسألون الله عز وجل عنده قضاء حوائجهم ورفع درجاتهم.

 

 
 

الحلقة الرابعة | أحمد إبن الإمام موسى الكاظم (ع) 

 

نص الحلقة الرابعة: 

السيد أحمد ابن الإمام موسى الكاظم (ع)، وهو المعروف بسيد السادات، ومن كبار محدّثي وعلماء أهل البيت (ع)، كان كريماً ورعاً جليلاً شجاعاً، وكان الكاظم (ع) يحبّه كثيراً.

أمه من فاضلات نساء الإمام الكاظم (ع) في العلم والتقوى، وكانت تدعى بأم أحمد.

يعدّ السيد أحمد من أصحاب الكرامات الباهرة، ومن فضائله أنّه أعتق ألف عبد وأمة في سبيل الله، وكتب ألف مصحف بيده.

بعد استشهاد أبيه (ع) في المدينة المنورة بايعه أهلها بالإمامة، فأخذ منهم البيعة ثم صعد المنبر وقال: أيها الناس كما أنكم جميعاً في بيعتي فإني في بيعة أخي علي بن موسى الرضا (ع)، واعلموا أنه الإمام والخليفة من بعد أبي، وهو ولي الله، والفرضُ عليَّ وعليكم من الله ورسوله طاعتُهُ بكل ما يأمرنا. فخرجوا من المسجد إلى دار الإمام الرضا (ع) فجددوا معه البيعة، فدعا له الإمام (ع).

استشهد السيد أحمد في شيراز على يد حاكم شيراز، وهو في طريقه إلى خرسان في رحلة البحث عن أخيه الرضا (ع)، ودفن فيها. وأصبح مرقده الشريف مزاراً يرتاده الكثيرون للتبرّك.

 

 

 
 

الحلقة الخامسة | زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)

 

نص الحلقة الخامسة: 

زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، أمّه جيدا. ويلقب بزيد الشهيد.

نشأ زيد بين أحضان والده وأخيه محمد الباقر عليهما السلام، وتأثر بالإمامين الباقر والصادق عليهما السلام، وقد تفتحت عيناه على ينابيع العلم والتقوى والقيم الخلقية الرفيعة، واغترف من منهل أبيه الزاخر بالتقوى والإخلاص والخشوع والعلم بالكتاب والشريعة لمدة خمسة عشر عاماً.

عاش في رحاب الإمام الباقر عليه السلام تسعة عشر عاماً ينهل من علومه ومعارفه حتى بلغ الغاية في العلم والمعرفة.

عرف زيد بن علي عليهما السلام، بجهاده للظلم ومحاربة طغاة بني أمية والدعوة بالرضا لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولقد خاض معركة مع والي الكوفة وقواته التي زحفت إليه من الشام، وهذه كانت أول شرارة لانفجار شعبي أطاح بالحكم الأموي الجائر.

أصيب زيد خلال المعركة بسهم في جبينه واستشهد. فحفر له أصحابه قبراً وسط النهر من أجل إخفاء قبره، ولكن عبداً سندياً كان معهم كشف ذلك ليوسف بن عمر فاسخرجه، وصلبه. وأخذ برأسه وبعثه إلى الشام وهناك طافوا به في البلدان حتى وصلوا به إلى المدينة المنورة.

 

 

الحلقة السادسة | سكينة بنت الإمام الحسين (ع)

 

نص الحلقة السادسة:

سكينة ابنة الإمام الحسين ع، وأمها الرباب ابنة امرؤ القيس، ولدت عام اثنين وأربعين هجري

أشقاؤها: الإمام زين العابدين، وعلي الأكبر شهيد كربلاء، والطفل الرضيع عبد الله ع.

قيل إن اسمها: آمنة، وقيل أمينة، أو أميمة، لقبتها أمها بسكينة لسكونها وهدوئها.
تزوجت من ابن عمها عبد الله ابن الإمام الحسن عليه السلام.

السيدة سكينة العفيفة الطاهرة والشريفة المطهرة، كانت سيدة نساء عصرها، ومن أفضلهن أخلاقاً، وأكثرهن زهداً وعبادة، وأحسنهن شعرًا، وكانت بمنزلة عظيمة من الجمال والأدب والبيان والفصاحة، فكانت تجمع إليها الشعراء فيجلسون بحيث تراهم ولا يرونها، وتسمع كلامهم فتفاضل بينهم وتناقشهم وتجيزهم، ولها السيرة الحسنة والكرم الوافر، والعقل الراجح، تتصف بنبل الخصال، وجميل الفعال، وطيب الشمائل، واستغراقها في ذات الله.

كانت السيدة سكينة سلام الله عليها حاضرة يوم الطف في كربلاء، وشهدت مقتل أبيها وأهل بيته والأصحاب، وسبيت مع سبايا أهل البيت عليهم السلام، ومعهم رؤوس الشهداء إلى الكوفة، ثمّ منها إلى الشام، وبعدها عادت مع أخيها الإمام زين العابدين عليه السلام والسبايا إلى المدينة المنوّرة، تُوفّيت سلام الله عليها ودُفنت فيها في الخامس من شهر ربيع الأوّل عام مئة وسبعة عشر هجري.

 

 

الحلقة السابعة | فاطمة المعصومة (ع)

 

نص الحلقة السابعة:

فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم عليهما السلام. أُمّها السيّدة تكتم.

ولدت فاطمة ع بالمدينة المنوّرة في الأوّل من ذي القعدة سنة مئة وثلاث وسبعين هجرية.

لقَّبها أخوها الإمام الرضا (ع) بالمعصومة، كما لقَّبها جدها الإمام الصادق (ع) بكريمة أهل البيت قبل ولادتها.

نشأت فاطمة المعصومة وترعرت في أحضان الإيمان والطهارة برعاية أخيها الإمام الرضا ع، بعد أن اغتال هارون أباها الإمام الكاظم (ع) بالسم، وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها.

تُعرف فاطمة المعصومة بالسيدة المحدّثة، والعابدة، والمقدامة، وكانت في غاية الورع والتقوى والزهد. كما كانت شبيهة جدتها الزهراء (ع)، وعلى صغر سنّها كانت لها مكانة جليلة عند أهل البيت عليهم السلام. ولها الكثير من الكرامات.

وفي سنة إحدى ومائتين خرجت السيدة المعصومة تقتفي أثر الإمام الرضا ع في طوس، ولما وصل ركبها إلى ساوة، وقعت معركة قتل فيها إخوتها وأبناؤهم فاشتد بها المرض، فسارت إلى مدينة قم، وفيها فاضت روحها الطاهرة إلى بارئها راضية مرضية، في العاشر من ربيع الثاني سنة إحدى ومئتين للهجرة، فدفنت فيها وصار مرقدُها ملاذاً للمؤمنين. وورد في فضل زيارتها عن الإمام الرضا (ع)، أنه قال: ﴿من زار المعصومة بقم كمن زارني﴾.

 

 

الحلقة الثامنة | سبع الدجيل

 

نص الحلقة الثامنة: 

محمد ابن الإمام علي الهادي (ع) المكنى بأبي جعفر والملقب بسبع الدجيل، أمّه السيدة سليل.. ولد محمد في كنف والده الإمام علي الهادي (ع) سنة مئتين وثمانٍ وعشرين هجرية، وعاش في رعايته أربعاً وعشرين عاما، فنشأ على التقوى والورع والعلم والعبادة واكتسب من أبيه وأخيه عليهما السلام مكارم الأخلاق والصفات الحميدة.

شهد ترحيل أبيه الهادي وأخيه العسكري عليهما السلام من المدينة إلى سامراء، وما قاسياه من الخلفاء العباسيين، وما مارسه هؤلاء الطغاة ضد الأئمة من أهل البيت وأتباعهم، وما خلّف من انحرافات عن مبادئ الإسلام الصحيح، فبسط أشعة علمه الإلهي على الناس وأرشدهم إلى الصراط المستقيم، حتى ظن الناس أن الإمامة فيه بعد أبيه الهادي، ثم رجعوا إلى أخيه الحسن العسكري بعدما عرّفهم الإمام الهادي بالإمام المنصوص عليه من بعده، خاصة وأن محمداً مرض مرضاً شديداً وتوفي في حياة أبيه سنة مئتين واثنتين وخمسين هجرية. ودفن في مدينة بلد شمال بغداد ومزاره مشهور تجبى إليه النذور والهدايا، وله ما لا يحصى من الكرامات، حتى لقب بـ "سبع الدجيل" لحمايته زوار قبره الموجود في مكان خال من الناس من أذى اللصوص وقطاع الطرق.

 

 
 

الحلقة التاسعة | عبد الله ابن الإمام الحسن (ع)

 

نص الحلقة التاسعة:

عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، أمّه بنت السّليل بن عبد الله البجليّ، وكان عبد الله بن الحسن في يوم عاشوراء غلاماً له من العمر إحدى عشرة سنة. 

شهد واقعة كربلاء، وهو من الصبيان الذين لم يبلغوا الحلم، استشهد بين يدي عمه الإمام الحسين عليه السلام، عندما خرج إلى عمه وقد حاصره الأعداء.

وعندما هوى بحر بن كعب إلى الحسين ع ليضربه بالسيف، قال له عبد الله يا ابن الخبيثة أتقتل عمي؟ فضربه بحر بن كعب بالسيف فأراد الغلام اتقاء الضربة بيده فقطعها له حتى الجلدة، فضمه الحسين عليه السلام إلى صدره وقال: "يا ابن أخي اصبر على ما نزل بك، واحتسب في ذلك الخير، فان الله يلحقلك بآبائك الطاهرين.

ثم فاضت روح عبد الله بن الحسن عليه السلام على صدر عمّه، ودفن في كربلاء في حرم الإمام الحسين عليه السلام.

 

 

 

الحلقة العاشرة | محمد ابن الحنفية

 

نص الحلقة العاشرة: 

محمد بن الحنفية هو ابن الإمام علي بن أبي طالب ع، أمه خولة بنت جعفر الحنفية، ويكنى بأبي القاسم. كان بطلاً شجاعاً وقائداً كبيراً مع أمير المؤمنين في حربي الجمل وصفين، وحمل راية أبيه وأبلى بلاءاً حسناً، فكان الإمامُ ع يعتمد عليه كثيراً رغم صغر سنه. وعُرِفَ محمد بعلمه وزهده وعبادته وجلالة مكانته لدى أهل البيت عليهم السلام، وقد أوصى الإمامُ الحسنُ ع به أخاه الحسينَ ع، وقال له: "أوصيك بمحمد أخيك خيراً فانه جلدة ما بين العينين." وأوصاه بالحسين ع فقال: "يا محمد أوصيك بالحسين فكانفه ووازره"، لكنَّ محمداً لم يتمكن من الحضور مع أخيه الإمام الحسين ع في واقعة عاشوراء، لِمَا قيل إنه مرض مرضاً شديداً فأقعده عن الذهاب. ولَمَّا بلغه مسيرُ الحسين ع ، كان يتوضأ وبين يديه طشت فبكى حتى اختلط مع دموعه.

وتوفي محمد بن علي المعروف بابن الحنفية، وله من العمر ثمانون عاماً ودفن في المدينة المنورة.

 

 


 

 
 

 

 

2024-07-30 | 59 قراءة