الحلقة الأولى | الأمثل في تفسير الكتاب الله المنزّل
نص الحلقة الأولى:
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، لمؤلفه سماحة الشيخ ناصر مكارم الشيرازي أحد أعلام العصر، ومن المجاهدين في سبيل الدعوة الإسلاميّة، وصاحب مؤلفات إسلاميّة عريقة، وصاحب نظر ورأي واجتهاد. وقد ساعده في تجميعه مجموعة من أفاضل الحوزة العلمية في قم المقدسة، واستغرق تأليف التفسير بأجزائه السبعة والعشرين باللغة الفارسية مدة أربع عشرة سنة، وتُرجم فيما بعد إلى عدة لغات منها العربية بعشرين جزءً.
ويعتبر تفسير الأمثل أحد التفاسير الحديثة للقرآن الكريم، لتماشيه مع متطلبات العصر وبلغة سلسة، بحيث يمكن للجميع الاستفادة منه، لما يرتبط بحياة الفرد والمجتمع.
فقد تناول التفسير في ذيل الآيات تحت عنوان "بحوث" المسائل المطروحة في الآية بشكل مستقل، واهتم بمعاني الكلمات وسبب نزولها، مما له تأثير في الفهم الدقيق لمعنى الآية، وأبعد البحوث التي تقل أهميتها وفائدتها.
عرض تفسير الأمثل التساؤلات والشبهات المطروحة حول بعض القضايا الإسلامية والرد عليها باختصار، كما أعرض عن استعمال المصطلحات العلمية المعقدة التي يصعب على القارئ البسيط فهمها.
لُخّص الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل في ثلاثة مجلّدات باللغة الفارسية إعداداً للتدريس في الحوزة. وترجم إلى العربيّة في خمسة مجلّدات باسم "مختصر تفسير الأمثل".
الحلقة الثانية | مجمع البيان في تفسير القرآن
نص الحلقة الثانية:
مجمع البيان في تفسير القرآن من أهم تفاسير القرآن الكريم، وهو من تأليف العالم والمفسر الفضل بن الحسن الطبرسي الملقب بأمين الإسلام، فكان مفسراً ومحدثاً وفقيهاً ومتكلماً وأديباً ولغوياً، وعالماً بالرياضيات، ومن أبرز علماء الشيعة في القرن السادس الهجري.
له العديد من المؤلفات ومن أهمها تفسير مجمع البيان الذي يعد من التفاسير المهمة والقيمة الذي نال قبول علماء المسلمين، واعتبروه من أقدم المصادر التفسيرية، كما أن الدارسين والباحثين يرون لهذا التفسير أهمية من حيث الدقة والترتيب والإتقان والوضوح.
ومن مميّزات هذا التفسير أن المؤلف تطرق فيه لتفسير القرآن الكريم معتمدًا في ذلك على اللغة، ثم الإعراب، ثم الحجة، ثم القراءة، ثم المعنى، ولم يقتصر على آراء مذهب دون آخر، بل ذكر آراء جميع المذاهب الإسلامية، فجاء هذا التفسير مميزاً عن سائر التفاسير ومعترفاً به من قبل الأمة الإسلامية كلِّها.
قدّم المؤلّف لتفسيره بمقدّمات سبع، وذكر فيها تعداد آي القرآن الكريم، والتفسير والتأويل، وأسماء القرآن، وعلومه وفضله وتلاوته، وأثبت فيها صيانة القرآن عن التحريف والزيادة والنقصان، وبيّن إجماع علماء الإماميّة على ذلك، واتّفاق آرائهم فيه.
الحلقة الثالثة | الميزان في تفسير القرآن
نص الحلقة الثالثة:
الميزان في تفسير القرآن من أشهر التفاسير الشيعية وأكثرها شمولية في مواضيعها، ومن أفضلها في مجال فهم آيات القرآن الكريم وتفسيرها.
وهو من المصنفات التي دوّنت في القرن الرابع عشر الهجري لمؤلفه العلامة الفيلسوف السيد محمد حسين الطباطبائي، بعشرين مجلداً باللغة العربية، وترجم إلى الفارسية بأربعين مجلداً، اعتمد فيه سماحته أسلوب تفسير القرآن بالقرآن، وأسباب النزول وآراء المفسرين والروايات المنقولة.
جمع إلى جانب الأنماط التفسيريّة السائدة، مباحث نظريّة تحليليّة ذات صبغة فلسفيّة في الأغلب، فقد تصدّى لما يثيره أعداء الإسلام من شبهات، وما يضلّلون به من تشويه للمفاهيم الإسلاميّة، بروح اجتماعيّة واعية، على أساس من القرآن الكريم، وفهم عميق لنصوصه الحكيمة. وهذا ما لفت أنظار العلماء والباحثين المسلمين إليه لتسليط الأضواء على جميع زواياه ومتابعته بحثاً وتحقيقاً، فكانت ثمرة تلك الحركة العلمية صدور المئات من الكتب والرسائل الجامعية والمقالات التي تتمحور حوله، والمواضيع التي تترتب عليها.
جمع الكاتب بين التفسيرين: الموضوعيّ والترتيبيّ، حيث فسّر القرآن آية فآية وسورة فسورة. وفي الوقت نفسه جمع الآيات المتناسبة بعضها مع البعض، وبحث عن الموضوع الجامع بينها، لتشكّل بنيان السورة بالذات، وتتمّ باكتمال الهدف الموضوعيّ الذي رامته السورة. وقد أثنى الكثير من الأعلام على التفسير، وبيّنوا ما ينطوي عليه من قيمة معرفية في المكتبة العلمية والتفسيرية.
الحلقة الرابعة | تفسير الصافي
نص الحلقة الرابعة:
تفسير الصافي من تفاسير القرآن الكريم لمؤلفه ملا محسن محمّد بن المرتضى المعروف بالفيض الكاشانيّ.
يعدّ تفسير الصافي مزجاً بين الرواية والدراية، وتفسيراً شاملاً لجميع آي القرآن. وقد بذل المفسر جهداً كبيراً ليكون تفسيره خالياً من الآراء العامة والمملة؛ فلذا سمّاه بـ" الصافي". يحتوي هذا التفسير على مباحث كلامية وعرفانية وأدبية.
يشرع المؤلف في بداية التفسير باسم السورة ومكيّها ومدنيّها وعدد آياتها، ثم يشرع في تفسيرها. وكان يرجع في تفسيره إلى محكمات القرآن، وأحاديث أهل البيت عليهم السلام في الكتب المعتبرة. وإن لم يظفر بحديث فيرجع إلى علماء التفسير إذا وافق القرآن وفحواه، وفي نهاية كل سورة يذكر الأحاديث الواردة في فضل السورة.
قدّم سماحته لتفسيره بمقدّمة تشتمل على اثني عشر فصلاً، بحث فيها عن مختلف شؤون القرآن وفضله وتلاوته وتفسيره وتأويله. وتعدّ هذه المقدّمة من أحسن المقدّمات التفسيريّة، التي أوضح فيها المؤلّف مواضع أهل التفسير في النقل والاعتماد على الرأي، وما يجب توافره لدى المفسّر عند تفسيره للقرآن، من مؤهّلات ضروريّة.
وهذا التفسير من نفائس التفاسير الجامعة لجُلّ المرويّات عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام، إن تفسيراً أو تأويلاً.
لخص الكاشاني تفسيره بنفسه وسماه بالأصفى وقد اعتنى بهذا التفسير مجموعة من العلماء، فمنهم من قدّم تعليقات عليه، ومنهم من شرحه.
الحلقة الخامسة | تفسير القميّ
نص الحلقة الخامسة:
ينسب تفسير القمي إلى أبي الحسن عليّ بن إبراهيم بن هاشم القمّي وهو من رواة الشيعة في القرن الثالث الهجري، ومن أصحاب الإمام العسكري ع
جَمَعَ التفسيرَ تلميذُهُ أبو الفضل العباس بن محمد بن قاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام، فهو ثلاثي المصادر، يضم بين دفتيه إملاء علي بن إبراهيم القمي، وهو تفسير لبعض سور القرآن الكريم، وفق الروايات المسنودة للإمام الصادق ع، وإملاء أبي الجارود زياد بن المنذر وفق الروايات والأحاديث المنسوبة للإمام الباقر ع، إضافة إلى أسانيد أخرى بغير طريقهما.
اختار المؤلف منهج التفسير الروائي، وأشار إلى بيان معاني المفردات، وأسباب النزول، والقصص القرآني، وذكر الغزوات وآيات الأحكام، وتعرض إلى الأبحاث العقائدية، ورد الفرق الباطلة واعتمد الآيات في رد الاتجاهات الغير الإسلامية، وأشار إلى مجموعة من العلوم القرآنية كالناسخ والمنسوخ، والحروف المقطعة، والمحكم والمتشابه، وعدم توقيفية الآيات.
يعد تفسير القمي من أقدم مصادر التفسير الشيعية وأشهرها، التي تُعتمد في المجال التفسيري، يمتاز بأنه مصدر روائي، ومتصل بعصر حضور الأئمة عليهم السلام. ويعد أساساً لعديد من التعليقات الشيعية، ودورة تفسيرية كاملة، فَقَلَّ ما نجد تفسيراً لم يعتمد عليه في استقاء الروايات التفسيرية.
الحلقة السادسة | التبيان في تفسير القرآن
نص الحلقة السادسة:
التبيان في تفسير القرآن، من التفاسير القديمة لمؤلفه الشيخ محمّد بن الحسن الطوسي المشهور بشيخ الطائفة، وهو من كبار علماء الشيعة المحدثين.
يُعتبر تفسير التبيان أول تفسير شيعي جامع لكل آيات القرآن، ومن أقدم مصادر التفسير، وقد انتهج العديد من المفسّرين للقرآن نهج الشيخ الطوسي، الذي ركّز في تفسيره إلى جانب المأثور عن أهل البيت عليهم السلام، على عنصر العقل، وأخذ بنظر الاعتبار العلوم المختلفة في تفسيره، مدققاً آراء المفسرين الماضين والمعاصرين له، ومن هذا المنطلق اعتبر البعض أن هذا التفسير يشمل علوماً مختلفة كالصرف والنحو والاشتقاق والمعاني والبيان والحديث والفقه والكلام والتأريخ.
سلك الشيخ الطوسي في تفسيره المنهج الصحيح الذي مشى عليه أكثر المفسّرين المتقنين، فبدأ بذكر مقدّمات تمهيديّة، في معرفة أساليب القرآن، ومناهج بيانه وسائر شؤونه، ممّا يرتبط بالتفسير والتأويل، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، ومعرفة وجوه إعجاز القرآن، وأحكام تلاوته وقراءته، وأنّه نزل بحرف واحد، والتعرّض لأسامي القرآن وأسامي سوره وآياته. وبدأ بذكر الآية، والتعرّض لغريب لغتها، واختلاف القراءة فيها، ثمّ التعرّض لمختلف الأقوال والآراء انتهاءً بتفسير الآية تفسيراً معنويّاً في غاية الايجاز والإيفاء. كما ذكر أسباب النزول، والمسائل الكلامية المستفادة من ظاهر الآية، حسب إمكان اللغة والأدب الرفيع، وتعرّض للمسائل الخلافيّة في الفقه والأحكام، ومسائل الاعتقاد ونحوها، والرّد على شبهات الملحدين وأهل الباطل.
الحلقة السابعة | تفسير البرهان
نص الحلقة السابعة:
البرهان في تفسير القرآن من التفاسير الشيعية للقرآن الكريم، لمؤلفه السيّد هاشم البحرانيّ، المعروف بالعلّامة، من أعلام الشيعة في القرن الحادي عشر الهجري، وقد اعتمد تفسيره على المنهج الإخباري في التعاطي مع الآيات والأحاديث.
جمع العلامة البحراني الكثير من الروايات الواردة عن طريق أهل البيت عليهم السلام في خصوص تفسير الآيات القرآنية، وضمَّنها تفسيره البرهان، واعتمد طريقة خاصّة في التفسير لم تعجب بعض العلماء.
أفرد العلامة بعد المقدمة التي تشتمل على خطبته سبعة عشر باباً، حيث يبدأ بالحديث عن اسم السورة ومحل نزولها، ويبين فضلها وعدد آياتها، ثم يذكر خصوص الآيات التي وردت فيها أحاديث تفسيرية، مذيلاً كل آية بالروايات المفسّرة لها والخاصّة بها، ثم يشرع في التفسير بالمأثور من روايات أهل البيت عليهم السلام، مبتدئاً بسورة الفاتحة ومنتهياً بسورة الناس، تاركاً تفسير بعض الآيات الكريمة، التي لم يجد روايات في تفسيرها، مكتفياً بذكر الروايات مع ذكر سلسلة سند الحديث، معتبراً تفسيره بياناً لمعاني الآيات وفضلها، ولم يزد شيئاً على ما روي عن أهل البيت عليهم السلام، واكتفى بالمقدمة في بداية التفسير التي طرح خلالها رؤيته وتحليله للعملية التفسيرية، وبيان المباني التي اعتمدها.
الحلقة الثامنة | تفسير آلاء الرحمن
نص الحلقة الثامنة:
آلاء الرحمن في تفسير القرآن تفسير غير كامل لمؤلفه الشيخ محمد جواد البلاغيّ النجفيّ، يشتمل على السور الثلاث الأولى من الكتاب العزيز: الفاتحة والبقرة وآل عمران وقسم قليل من سورة النساء، حتى الآية السابعة والخمسين منها، فأكمل تفسير الآية ولحق بجوار ربّه الكريم.
بيَّن المفسّر سبب وطريقة كتابة هذا التفسير في رسالة لأحد تلاميذه، بقوله: "بتوفيق الله ولطفه وعونه شرعت في كتابة تفسير القرآن الكريم على أصول العلم ومذهب الشيعة".
ذلك لأنّ بعض التفاسير، انصرفت على الأكثر إلى شرح اللغات وصرف الكلمات وبيان القراءات ونقل آراء المفسرين الماضين.
وقد تجنب المؤلّف في هذا التفسير الأبحاث العلمية واللغوية والمنطقية والفلسفية والكلامية الجافة، ولكنّه مال أحياناً إلى الاستفادة من أسلوبٍ مزَجَ فيه مختلف المجالات من الفلسفة واللغة والروايات لبيان مفهوم ما.
وكان العلّامة البلاغيّ عارفاً باللغات العبريّة والإنجليزيّة والفارسيّة إلى جانب لغته العربيّة، ما ساعده على مراجعة أهمّ المصادر للتحقيق عن مبادئ الأديان القديمة، والوقوف على مبانيها.
هدف التفسير إلى بيان حقائق كلامه تعالى، بأسلوب سهل متين، يجمع بين الإيجاز والإيفاء، بما لا يدع لشبه المعاندين مجالاً، ولا لتشكيك المخالفين مسرباً.
الحلقة التاسعة | تفسير العياشي
نص الحلقة التاسعة:
تفسير العياشي، من أقدم التفاسير الشيعيّة الذي يعود تاريخ تأليفه إلى عصر الغيبة الصغرى، وهو من المصادر الحديثية المهمة، الذي يعتمد على الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام في تفسير القرآن، مؤلفه أبو النظر محمد بن مسعود عيّاش السلمي السمرقندي، المعروف بالعياشي، وهو من كبار محدثي الشيعة ومن معاصري الشيخ الكليني.
وفق رحمه الله لتأليفات جمة في مختلف العلوم والفنون، وأشهر مؤلفاته ذكراً وأعرفها تفسيره المعروف بتفسير العياشي في جزأين، وقيل إن جل رواياته كانت مسندة فاختصره بعض النساخ بحذف الأسانيد وذكر المتون فالنسخة الموجودة الآن مختصر التفسير.
كما أن الجزء الثاني منه صار مفقوداً بعده، حتى أن أرباب التفاسير الروائية والمحدثين لم ينقلوا منه إلا ما في جزئه الأول من الروايات، وكذلك يحتوي الجزء الأول على تفسير سورة الحمد إلى سورة الكهف.
ما يُميز تفسير العياشي عن غيره من التفاسير هو اهتمامه بالمسائل الفقهية في آيات الأحكام، والمسائل الكلامية والفرق الشيعية وغير الشيعية في التفسير، وكان يأتي بروايات تتعلّق بها، لذا نجد أنّ المفاهيم الفقهية بارزة في هذا التفسير.
الحلقة العاشرة | تفسير نور الثقلين
نص الحلقة العاشرة:
تفسير نور الثقلين، لمؤلفه الشيخ عبد عليّ بن جمعة الحويزيّ من علماء الإمامية ورواتها في القرن الحادي عشر الهجري، صدر في أربع مجلدات، واتّبع المؤلف في تفسيره، منهج الإخباريين، فأورد فيه الأحاديث الواردة عن طريق أهل البيت عليهم السلام، وسلّط الضوء على بيان الآيات القرآنية بالروايات، ولم يتعرّض إلى بيانها من حيث اللغة والإعراب، أو مناقشة الروايات التي تخالف العقيدة أو إجماع العلماء.
وقال المفسر في مقدمة تفسيره، لما رأيت خَدَمَةَ كتاب الله والمقتبسين من أنوار وحي الله سلكوا مسالك مختلفة، أحببت أن أُضيف إلى بعض آيات الكتاب المبين شيئاً من آثار أهل الذكر المنتجبين، ما يكون مبدياً بشموس بعض التنزيل، وكاشفاً عن أسرار بعض التأويل.
وأشاد أهل العلم بهذا التفسير، ووصفه العلامة الطباطبائي بقوله: من أحسن ما جمعته أزمنة المجاهدة بعواملها، وخطّته أيدي التحقيق بأناملها في هذا الشأن، هو كتاب نور الثقلين لشيخنا الفقيه المحدّث البارع الشيخ عبد علي الحويزي، ولعمري إنّه الكتاب القيّم الذي جمع فيه مؤلّفه شتات الأخبار الواردة في تفسير آيات الكتاب العزيز، وأودع عامّة الأحاديث المأثورة عن أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، إلا ما شذّ منها، ولقد أجاد في ضبطها وترتيبها، والإشارة إلى مصادرها والجوامع المنقولة عنها، وبذل جهداً في تهذيبها وتنقيحها، جزاه الله عن العلم وأهله خيراً.