ونزلناه تنزيلا

الحلقة الأولى | وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا

 

نص الحلقة الأولى: 

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279)) البقرة

جاء في تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي أنّه بعد نزول آيات الربا جاء خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: كانت لأبي معاملات ربوية مع بني ثقيف، فمات ولم يتسلم دَينه، وقد أوصاني أن أقبض بعض الفوائد التي لم تدفع بعد. فهل يجوز لي ذلك؟ فنزلت الآيات الكريمة تنهى الناس عن ذلك نهيا شديدا.

وفي رواية أنه بعد نزول هذه الآيات قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا كل ربا من ربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضعه ربا العباس بن عبد المطلب).

فيظهر من هذا أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حملته لإلغاء الديون الربوية في الجاهلية قد بدأ بأقربائه أولاً. وإذا كان بينهم أشخاص أثرياء مثل العباس ممّن كانوا مثل غيرهم يتعاطون الربا في الجاهلية، فقد ألغى رسول الله - أولا – ربا هؤلاء.

وجاء في رواية أخرى أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد نزول هذه الآيات أمر أمير مكة بأنه لو استمر آل المغيرة الذين كانوا معروفين بالربا في عملهم فليقاتلهم حتى يكفوا عن ذلك.

 

 

 

الحلقة الثانية | ويسألونك عن اليتامى

 

نص الحلقة الثانية:

(..وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) البقرة:220.


روي أنّه لما نزل قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا) تخلّى الناس عن اليتامى! وعمد بعضهم إلى إخراج اليتيم من بيته! وأولئك الذين احتفظوا بهم في بيوتهم فصَلوا طعامهم عن طعام اليتيم، وجعلوا لا يجالسونه على مائدة واحدة، ولا يستفيدون ممّا بقي من طعامه، بل يحتفظون به لوجبات أخرى، فإن فسد يُلقونه. كلّ ذلك ليتخلّصوا من أكل مال اليتامى. 
فاشتدّ ذلك على اليتامى وعلى من يرعاهم، فجاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يخبرونه بذلك، فنزلت الآية تأذن لهم بمخالطتهم في أموالهم إذا كان الدافع هو الإصلاح.
 

 

 

 

الحلقة الثالثة | أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ

 

نص الحلقة الثالثة: 

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) البقرة:267. 

عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنّ الآية نزلت في أقوام لهم ربا في الجاهلية، وكانوا يتصدّقون منه، فنهاهم الله تعالى عن ذلك، وأمر بالصدقة من الطيّب الحلال.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّها نزلت في قوم كانوا يأتون بالحشف (وهو أردأ التمر) فيدخلونه في الصدقة، فنهتهم عن هذا الفعل.


 

 
 

الحلقة الرابعة | للفقراء الذي أحصروا 

 

نص الحلقة الرابعة: 

(لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) البقرة: 273.


كان نحو من أربعمائة من فقراء المهاجرين، ممن ليس لهم مساكن بالمدينة، ولا عشائر يأوون إليهم، يقيمون في مكان مظلل من المسجد يسمى (الصُّفّة) جعلوا أنفسهم في صُفَّة المسجد أي مكان مظلل منه، وكان دأبهم التعلّم والعبادة والخروج في كلّ سرية يبعثها النبي صلى الله عليه وآله. فنزلت الآية تحثّ المسلمين على التصدق على هؤلاء الذين يمنعهم تعفّفهم من طلب المعونة.
 

 

 

الحلقة الخامسة | قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا

 

نص الحلقة الخامسة: 

(قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12) قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13)) آل عمران: 12-13.


بعد حرب بدر وانتصار المسلمين فيها قال فريق من اليهود: إنّ النبي الأمّي الذي قرأنا وصفه في التوراة والذي لا يُهزم في حرب هو هذا النبي. وقال آخرون: لا تتعجّلوا حتى تقع حربٌ أخرى. وعندما هُزم المسلمون في أُحُد قالوا: كلا. نقسم بالله إنّ النبي الذي بشّر به كتابنا ليس ذاك. وعلى إثر ذلك لم يُسلموا وازدادوا غلظة على المسلمين، ونقضوا عهدهم مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).. وقدم ستّون من رجال اليهود مع زعيمهم (كعب بن الأشرف) إلى مكة، واتّفقوا مع المشركين على حرب المسلمين؛ فنزلت الآيتان.
 

 

الحلقة السادسة | وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ

 

نص الحلقة السادسة:

(وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( 73 ) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ( 74 ) آل عمران


روي أنّ اثني عشر من أحبار يهود خيبر اتفقوا على أن يدخلوا في الإسلام أوّل النهار ثمّ يكفروا في آخره قائلين: (لقد راقبنا أخلاق محمد عن قرب، ثم عندما رجعنا إلى كتبنا وإلى أحبارنا، رأينا أن ما شهدناه من صفاته وسلوكه لا يتفق مع الموجود في كتبنا! وظهر لنا بطلان دينه! لذلك ارتددنا. فنزلت الآيات تؤكّد فشل مثل هذه المؤامرات وأنّ الذين شملهم الله تعالى بهدايته الواسعة لا تزعزهم هكذا ممارسات. 
 

 

الحلقة السابعة | وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ

 

نص الحلقة السابعة: 

(وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( 75 )) آل عمران


نزلت هذه الآية بشأن يهوديّين أحدهما أمين وصادق، والآخر خائن سافل. الأول هو عبد الله بن سلام الذي أودع عنده رجل الفاً ومئتي أوقية من الذهب أمانة. ثمّ عندما استعادها ردها إليه. والله تعالى يثني عليه في هذه الآية لأمانته.
واليهودي الثاني هو فنحاص بن عازورا ائتمنه رجل من قريش بدينار، فخانه فيه. والله يذمه في هذه الآية لخيانته الأمانة.


 

 

الحلقة الثامنة | مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ 

 

نص الحلقة الثامنة: 

(مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ( 79 ) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ( 80 )


روي أنّ رجلاً قال: يا رسول الله نحن نسلّم عليك كما يسلّم بعضنا على بعض، ألا نسجد لك؟! قال صلى الله عليه وآله: لا ينبغي أن يُسجد لأحد من دون الله، ولكن أكرموا نبيّكم واعرفوا الحقّ لأهله. فأنزل الله تعالى الآيتين.
كما روي أنّ أبا رافع من اليهود ومعه رئيس وفد نجران قالا للنبي صلى الله عليه وآله: أتريد أن نعبدك ونتخذك إلهاً! فقال لهما: معاذ الله أن أعبد غير الله أو آمر بعبادة غير الله، ما بذلك بعثني، ولا بذلك أمرني. 


 

 

الحلقة التاسعة | كيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ

 

نص الحلقة التاسعة: 

(كيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89) آل عمران


روي أنّ رجلا من الأنصار يقال له (حارث بن سويد) قتل (المجدر بن زياد) غدرا، وهرب وارتد عن الإسلام ولحق بمكة، ثم ندم فأرسل إلى قومه أن يسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هل لي من توبة؟ فسألوا، فنزلت الآيات المتلوة من آل عمران، فحملها إليه رجل من قومه فقال: إني لأعلم إنك لصدوق، ورسول الله أصدق منك، وإن الله أصدق الثلاثة. ورجع إلى المدينة وحسن إسلامه.
غير أنّ أحد عشر شخصا ممّن ارتدُوا عن الإسلام معه ظلُوا على ردّتهم وقالوا: سنبقى في مكة، ونواصل مناوءة محمد انتظارا لهزيمته، فإذا تحقق ذلك فخير، وإلا فإن باب التوبة مفتوح، نتوب وقتما نشاء ونرجع إلى محمد، وسوف يقبل توبتنا! فنزل قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ).


 

 

الحلقة العاشرة | يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا

 

نص الحلقة العاشرة:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94) النساء


روي أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمّا رجع من غزوة خيبر بعث أسامة بن زيد في خيل إلى بعض قرى اليهود في ناحية فدك ليدعوهم إلى الإسلام، وكان رجل يقال له مرداس الفدكي في بعض القرى فلمّا أحسّ بخيل رسول الله صلى الله عليه وآله جمع أهله وماله في ناحية الجبل، وأقبل يقول: السلام عليكم، أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله، فمرّ به أسامة فقتله.. فلمّا رجع إلى النبي صلى الله عليه وآله أخبره بذلك، فقال له النبي مستنكرا: قتلتَ رجلاً شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ فقال أسامة: يا رسول الله إنّما قاله تعوّذا من القتل. فقال صلى الله عليه وآله: فلا كشفت الغطاء عن قلبه، ولا ما قال بلسانه قبلت، ولا ما كان في نفسه علمت. فنزلت الآية. 
 

 

الحلقة الحادية عشر | إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ

 

نص الحلقة الحادية عشر: 

(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) آل عمران


قيل: إنّ اليهود أنكروا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم اتخاذ الكعبة قبلةً وقالوا: كيف تدَّعي يا محمد الاقتداء بملّة إبراهيم عليه السلام والنبيّين العظام، وقد كان جميع الأنبياء من ولد إسحاق يُولُّون وجوههم شطر بيت المقدس ويصلّون باتجاهه، وأنت تصلّي شطر الكعبة وتُعرض عن بيت المقدس؟ فنزلت هاتان الآيتان بأن لا عجب أن تكون الكعبة قبلة للمسلمين، فهي أول مركز للتوحيد، وأقدم معبد بني على الأرض ليعبد فيه الله سبحانه ويوحد..


 

 

الحلقة الثانية عشر | يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا

 

نص الحلقة الثانية عشر: 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101) آل عمران


روي أنًّ شاس بن قيس _ وكان يهودياً _ مرّ على نفر من الأوس والخزرج يتحدّثون، فغاظه ما رأى من تآلفهم بعد العداوة، فأمر شاباً معه من اليهود أن يجلس بينهم فيذكِّرهم يومَ بُعاث _ وهو يوم اقتتلت فيه الأوس والخزرج _ فتنازعوا وتفاخروا حتى تواثبوا للقتال! فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فجاء حتى وعظهم وأصلح بينهم، فسمعوا وأطاعوا، فنزلت الآيتان. 
 

 

الحلقة الثالثة عشر | ولَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ

 

نص الحلقة الثالثة عشر:

(ولَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ( 52 ) وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ( 53 ) الأنعام 


جاء في تفسير الدر المنثور للسيوطي أنّه مرّ ملأ من قريش على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعنده صُهيب وعمّار وبلال وخبّاب ونحوهم من ضعفاء المسلمين، فقالوا: يا محمد، أرضيتَ بهؤلاء من قومك؟ أهؤلاء الذين منَّ الله عليهم من بيننا؟ أنحن نكون تبعاً لهؤلاء؟ إنما آمن بك هؤلاء طمعاً في المال والرفعة! اطردهم عنك، فلعلك إن طردتهم اتّبعناك. فنزلت الآيتان تحسمان الموقف.
 

 

 
 

الحلقة الرابعة عشر | لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِير

 

نص الحلقة الرابعة عشر:

(لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182) آل عمران


عن ابن عباس أنه قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتاباً إلى يهود بني قينقاع دعاهم فيه لإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وأن يُقرضوا لله، أي ينفقوا في سبيل الله تعالى. فدخل مبعوث النبي إلى حيث يتلقى اليهود دروساً في دينهم وسلم الكتاب إلى كبير أحبارهم وبدعى فنحاص، فلمّا قرأ كلام النبي صلى الله عليه وآله قال مستهزئاً: لو كان ما تقولونه حقاً فإنّ الله إذن لفقير ونحن أغنياء، ولو كان غنيا لما استقرض منا. فنزلت الآيتان ردّاً على مقالة اليهود وتوبيخا لهم. 


 

 

الحلقة الخامسة عشر | لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ 

 

نص الحلقة الخامسة عشر: 

(لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198) آل عمران


كان أكثر مشركي مكة أهل تجارة، وكانوا يجنون من وراء ذلك ثروة طائلة يتنعّمون بها، وهكذا يهود المدينة كانوا أثرياء، في حين أنّ المسلمين بسبب الهجرة والحصار الذي كانت قريش قد فرضته عليهم يعانون وضعاً اقتصادياً صعباً، فكان بعض المسلمين يقول: إنَّ أعداء الله في العيش الرخيّ، وفد هلكنا من الجوع، فكيف هذا؟! فنزلت الآيات خطابها للنبي صلى الله عليه وآله ومن ورائه كل من لديه هذا التساؤل.
 

 

الحلقة السادسة عشر | وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ

 

نص الحلقة السادسة عشر: 

(وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111) الأنعام


روي أن قريشاً قالت: يا محمد، تخبرنا أنَّ موسى كانت معه عصا يضرب بها الحجر فتنفجر منه اثنتا عشرة عيناً، وتخبرنا أنّ عيسى كان يُحيي الموتى، وتخبرنا أنّ ثمود كانت لهم ناقة، فأتنا بآية من الآيات كي نصدّقك. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أي شيء تحبون أن آتيكم به؟ قالوا: اجعل لنا الصفا ذهباً، وابعث لنا بعض موتانا حتى نسألهم عنك: أحقّ ما تقول أم باطل؟! وأرنا الملائكة يشهدون لك، أو إئتنا بالله والملائكة قبيلاً!! فقال صلى الله عليه وآله وسلم: فإن فعلت تصدقوني؟ قالوا: نعم والله لئن فعلت لنتبعنّك أجمعين! فقام صلى الله عليه وآله وسلم يدعو الله أن يجعل الصفا ذهباً. فجاء جبريل عليه السلام فقال له: إن شئتَ صار الصفا ذهباً، ولكن إن لم يصدّقوا عذّبتُهم، وإن شئتَ تركتُهم حتى يتوب تائبهم. فقال صلى الله عليه وسلم: بل يتوب تائبهم. وأنزل الله تعالى الآيات.
 

 

 

الحلقة السابعة عشر | فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ

 

نص الحلقة السابعة عشر: 

(فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) النساء


روي أنّه وقع خصام بين الزبير بن العوام _ وهو من المهاجرين _ وبين رجل من الأنصار على سقي نخيلهما التي كانت متقاربة في المكان، فترافعا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وحيث إنَّ نخيل الزبير كانت أعلى مكاناً من نخيل الأنصاري، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للزبير: اسقِ ثم أرسل إلى جارك. وقد كانت هذه هي العادة في البساتين المتجاورة آنذاك، فغضب الانصاري من حكم النبي العادل هذا وقال: يا رسول الله لئن كان ابن عمّتك؟! فتلوَّن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تألّماً من موقف الأنصاري وكلامه. فنزلت الآية.
 

 

 
 

الحلقة الثامنة عشر | وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ

 

نص الحلقة الثامنة عشر: 

(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70) النساء


كان أحد الصحابة يدعى (ثوبان) شديد الحبّ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قليلَ الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغيّر لونه ونحل جسمه. فقال له النبي صلى الله عليه وآله: يا ثوبان ما غيّر لونك؟ فقال: يا رسول الله ما من مرض ولا وجع، غير أنّي إذا لم أرك اشتقت إليك حتى ألقاك. ثم ذكرتُ الآخرة، فأخاف أن لا أراك هناك، وأني إن دخلت الجنّة كنتُ في منزلة أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنّة فذاك حتى لا أراك أبداً. فنزلت الآيتان بالبشرى لثوبان وأمثاله.
 

 

 

الحلقة التاسعة عشر | وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ 

 

نص الحلقة التاسعة عشر:

(وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (100) النساء


قيل: لمّا نزلت الآيات التي تأمر المسلمين بالهجرة من مكة سمعها رجل من المسلمين يدعى جندب بن ضمرة، فقال: واللهِ ما أنا ممّا استثنى الله، إنّي لأجد قوّة، وإنّي لَعالم بالطريق. وكان جندب مريضاً شديد المرض، فقال لبنيه: واللهِ لا أبيتُ بمكّة حتى أخرج منها، فإنّي أخاف أن أموت فيها. فخرج أبناؤه يحملونه على سرير، حتى إذا بلغ خارج مكة في منطقة تسمى التنعيم أسلم روحه لله تعالى، فنزلت الآية.
 

 

 

الحلقة العشرون | إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا

 

نص الحلقة العشرون: 

(إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) المائدة


عن أبي ذر الغفاري قال: صلّيت مع رسول الله صلى الله عليه وآله يوماً من الأيام صلاة الظهر، فسأل سائلٌ في المسجد، فلم يُعطه أحد، فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم اشهد أنّي سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحدٌ شيئاً، وكان عليّ عليه السلام راكعاً، فأومأ إلى الرجل بخنصره اليمنى _ وكان يتختّم فيها _ فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره، وقد شاهد النبي صلى الله عليه وآله ذلك وهو في حال الصلاة، فما إن فرغ من صلاته حتى رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم موسى سألك فقال: (..رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي)، فأنزلتَ عليه قرآنا ناطقا: (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا..)، اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك، اللهم فاشرح لي صدري ويسّر لي أمري واجعل لي وزيرا علياُ أُشدد به ظهري. قال أبو ذر: فما استتمّ رسول الله صلى الله عليه وآله كلامه حتى نزل جبرائيل من عند الله عز وجل فقال: يا محمد إقرأ، قال: وما إقرأ؟ قال: إقرأ : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ).
 

 

 
 

الحلقة الواحدة والعشرون | الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ

 

نص الحلقة الواحدة والعشرون: 

(الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواَ منهم واتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) آل عمران


روي أنّه لمّا رجع جيش أبي سفيان من معركة أُحُد منتصراً، فبلغ أرض (الروحاء) ندم على رجوعه، وعزم على العودة للإجهاز على ما تبقى من فلول المسلمين واسئصال جذور الإسلام حتى لا يبقى له باقية، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فندب أصحابه للخروج إلى معركة أخرى مع المشركين وقال لهم: لا يخرجنّ معنا إلّا من حضر يومنا بالأمس. فخرج صلى الله عليه وآله في جماعةٍ على ما بهم من الجراح حتى بلغوا (حمراء الأسد) على ثمانية أميال من المدينة، فألقى الله الرعب في قلوب المشركين، فانصرفوا راجعين إلى مكة. فنزلت الآيات من سورة آل عمران.


 

 

الحلقة الثانية والعشرون | أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ

 

نص الحلقة الثانية والعشرون :

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا (51) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52) النساء.


روي أنّ كعب بن الأشرف خرج في سبعين راكباً من اليهود إلى مكّة _ بعد وقعة أُحُد _ ليحالفوا قريشاً على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وينقضوا العهد الذي كان بينهم وبينه، فقال أهل مكة: إنّكم أهل الكتاب، ومحمّد صاحب كتاب فلا نأمن أن يكون هذا مكراً منكم، فاسجدوا لآلهتنا حتى نطمئنّ إليكم، فسجدوا. ثم قال أبو سفيان لكعب: إنك أمرؤ تقرأ الكتاب وتعلم، ونحن أميّون لا نعلم، فأيّنا أهدى طريقاً وأقرب إلى الحق، نحن أم محمد؟ فقال كعب: أنتم واللهِ أهدى سبيلاً ممّا عليه محمد!! فنزلت الآيتان.

 

 

 الحلقة الثالثة والعشرون | وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ

 

نص الحلقة الثالثة والعشرون: 

(وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124) الأنعام


روي أنّ الآية نزلت في "الوليد بن المغيرة" الذي كان من أكابر قريش وكان عقلهم المفكّر. كان يقول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كانت النبوة حقاً فأنا أولى منك بها لكبر سنّي وكثرة مالي!
وقيل: إنها نزلت في "أبي جهل" لأنه كان يقول: مقام النبوة يجب أن يكون موضع تنافسن فنحن وبنو عبد مناف _ أي عشيرة رسول الله _ كنا نتنافس على كل شيء، ونجري كفرسي رهان كتفاً لكتف، حتى قالوا: إنّ نبياً قام فيهم، وإنّه ينزل عليه الوحي. ولكننا لا نؤمن به إلا إذا أنزل علينا الوحي كما ينزل عليه!
 

 

 
 

الحلقة الرابعة والعشرون | يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا

 

نص الحلقة الرابعة والعشرون: 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) التوبة


نزلت الآيتان في شأن معركة تبوك حين كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم عائداً من الطائف إلى المدينة، وهو يهيّئ الناس ويعبّئهم لمواجهة الروم، ولم يكن من عادته صلى الله عليه وآله أن يبيّن أهدافه وإقدامه على المعارك مسبقا لئلا تقع الأسرار العسكرية بين الأعداء، إلّا أنه في معركة تبوك بَيَّن للمسلمين أنّهم سيواجهون الروم، وهو أمر لا يشبه مواجهة مشركي مكة أو يهود خيبر.. يضاف إلى ذلك بعد المسافة بين المدينة وأرض الروم.. وكان الوقت صيفاً قائظاً، وهو أوان اقتطاف الثمار وحصد الحبوب والغلّات، فلهذا وذلك تردّد بعض المسلمين في الاستجابة لدعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فنزلت الآيتان في هذا الظرف، وأنذرتا المسلمين بلهجة صارمة للاستعداد لهذه المعركة الحاسمة.


 

 
 

الحلقة الخامسة والعشرون | يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ

 

نص الحلقة الخامسة والعشرون: 

(يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66) التوبة.


روي أنَّ اثني عشر من المنافقين كانوا قد اجتمعوا في مكان خفي وقرّروا قتل النبي صلى الله عليه وآله عند رجوعه من غزوة تبوك! وكانت خطتهم أن ينصبوا كميناً في إحدى عقبات الجبال، وعندما يمرّ النبي صلى الله عليه وآله من تلك العقبة يُنفِّرون بعيره فيقتلونه، وقال بعضهم لبعض: إن فطن محمد لخطتنا نقول: إنما كنا نخوض ونلعب! وإن لم يفطن قتلناه. فأطلع الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله على ذلك، فأمر جماعة من المسلمين أن يحذروا ويراقبوا الطريق، فلما وصل الركب إلى العقبة اقترب المنافقون وقد تلثّموا لإخفاء وجوههم، فأمر صلى الله عليه وآله حذيفة بن اليمان أن يضرب وجوه دوابّهم ويدفعهم، ففعل حذيفة ذلك. فلما جاوز النبي العقبة _ وقد زال الخطر _ سأل حذيفة: هل عرفتهم؟ فقال: لم أعرف أحداً منهم، فعرّفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهم. فقال حذيفة: ألا ترسل إليهم من يقتلهم. فقال النبي صلى الله عليه وآله: إني أكره أن تقول العرب: إنّ محمداً لمّا انقضت الحرب بينه وبين المشركين وضع يده في قتل أصحابه. فنزلت الآيات من سورة التوبة. 


 

 

الحلقة السادسة والعشرون | وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ

 

نص الحلقة السادسة والعشرون: 

(وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (78) التوبة


ثعلبة بن حاطب رجل فقير من الأنصار كان يحضر في المسجد في أوقات الصلوات، وكان يصر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يدعو له بأن يرزقه الله تعالى مالاً وفيراً، فيقول له النبي: يا ثعلبة، قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه، أما لك في رسول الله أسوة حسنة..؟ لكن ثعلبة ظل يقول: يا رسول الله، ادع الله أن يرزقني مالاً، والذي بعثك بالحق لئن رزقني الله مالاً لأعطينّ كلّ ذي حقّ حقه. وأمام إلحاح ثعلبة دعا له النبي بقوله: اللهم ارزق ثعلبة مالاً. فلم يمض زمان حتى توفي ابن عم له وكان غنياً جداً، فوصلت إليه ثروة عظيمة، وعلى رواية أخرى أنه إشترى غنماً فنمت نموا عظيما، فضاقت عليه المدينة، فاضطر أن يخرج بغنمه إلى أطرافها، فألهته أمواله عن حضور صلاة الجماعة! بل وحتى الجمعة!
وبعد مدة أرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليه عامِلاً ليأخذ منه زكاة غنمه فأبى وبخل، وقال: ما هذه إلا أخت الجزية! 
ولما بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما قال الرجل قال: يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة! فنزلت الآيات.


 

 

الحلقة السابعة والعشرون | وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا

نص الحلقة السابعة والعشرون: 

(وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) التوبة


روي أنّ ثلاثة من المسلمين هم كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية تخلّفوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يخرجوا معه إلى تبوك، لا عن نفاق ولكن عن توان كسل ثم ندموا بعد ذلك، فلمّا رجع النبي صلى الله عليه وآله إلى المدينة جاؤوا إليه واعتذروا، فلم يكلمهم وأوعز إلى المسلمين بأن لا يكلمهم أحد منهم، فهجرهم الناس حتى الصبيان، وجاءت نسائهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلن له: يا رسول الله نعتزلهم؟ فقال: لا ولكن لا يقربوكن. فضاقت عليهم المدينة فخرجوا إلى رؤوس الجبال، وكان أهاليهم يجيئون لهم بالطعام ولا يكلّمونهم، فقال بعضهم لبعض: قد هجرنا الناس ولا يكلمنا أحد منهم، فهلّا تهاجرنا نحن أيضاً؟ فتفرقوا ولم يجتمع منهم اثنان، وظلوا على ذلك خمسين يوماً يتضرّعون إلى الله عز وجل ويتوبون إليه، فقبل الله تعالى توبتهم وأنزل فيهم هذه الآية.

 

 

 

الحلقة الثامنة والعشرون | وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ

نص الحلقة الثامنة والعشرون: 

(وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93) الإسراء


روي أنّ جماعة من وجهاء قريش _ وفيهم الوليد بن المغيرة، وأبو جهل _ اجتمعوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند الكعبة وقالوا: يا محمد، إنّا دعوناك لِنعذر إليك، فلا نعلم أحداً أدخل على قومه ما أدخلت على قومك. شتمت الآلهة، وعِبت الدين، وسفّهت الأحلام، وفرّقت الجماعة. فإن كنت جئت بهذا لتطلب مالاً أعطيناك، وإن كنت تطلب الشرف سوّدناك علينا، وإن كانت علّة غلبت عليك طلبنا لك الأطباء. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ليس شيء من ذلك، بل بعثني الله إليكم رسولاً، وأنزل كتاباً، فإن قبلتم ما جئت به فهو حظّكم في الدنيا والآخرة، وإن تردّوه أصبر حتى يحكم الله بيننا. 
قالوا: فإذن ليس أحد أضيق بلداً منا، فاسأل ربك أن يسيّر هذه الجبال، ويجري لنا أنهاراً كأنهار الشام والعراق، وأن يبعث لنا ما مضى _ وليكن فيهم قصيّ فإنه شيخ صدوق _ لنسألهم عمّ تقول أحق أم باطل. فقال صلى الله عليه وآله: ما بهذا بُعثت. قالوا: فإن لم تفعل ذلك فاسأل ربك أن يبعث ملَكاً يصدّقك ويجعل لنا جنّات وكنوزاً وقصوراً من ذهب. فقال صلى الله عليه وآله: ما بهذا بعثت، وقد جئتكم بما بعثني الله به، فإن قبلتم وإلا فهو يحكم بيني وبينكم. 
قالوا: فأسقط علينا السماء كما زعمت، إنّ ربك إن شاء فعل ذلك. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ذلك إلى الله إن شاء فعل. 
وقال قائلٌ منهم: لا نؤمن حتى تأتي بالله والملائكة قبيلاً. فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقام معه عبد الله بن أبي أمية المخزومي ابن عمته عاتكة بنت عبد المطلب، فقال: يا محمد، عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله، ثم سألوك لأنفسهم أموراً فلم تفعل، ثم سألوك أن تعجل ما تخوفهم به فلم تفعل. فوالله لا أؤمن بك أبداً حتى تتّخذ سلّماً إلى السماء ثم ترقى فيه وأنا أنظر، ويأتي معك نفر من الملائكة يشهدون لك، وكتاب يشهد لك، وأيْمُ الله لو فعلت لظننت أني لا اصدقك.. فانصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حزيناً لِما رأى من قومه. فنزلت الآيات.

 

 

 

الحلقة التاسعة والعشرون | أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ

 

نص الحلقة التاسعة والعشرون:

(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) الجاثية


روي أنّ أبا جهل طاف بالكعبة ذات ليلة ومعه الوليد بن المغيرة وهما من أقطاب المشركين في مكة، فقال أبو جهل لصاحبه: والله إنّي لأعلم أنّ محمداً لصادق. فقال الوليد: مه، وما دلّك على ذلك. فقال أبو جهل: يا أبا عبد شمس، كنّا نسمّيه في صباه الصادق الأمين، فلما تمّ عقله وكمل رشده نسمّيه الكذاب الخائن! والله إني لأعلم إنه صادق، فقال الوليد: فما يمنعك من أن تصدّقه وتؤمن به؟ قال أبو جهل: تتحدّث عني بنات قريش أنّي اتبعت يتيم أبي طالب من أجل كسرة، واللات والعزى لن أتّبعه أبداً. فنزلت الآية.
 

 

 

الحلقة الثلاثون | لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى

 

نص الحلقة الثلاثون:

(لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) التوبة


روي أنّ عبد الله بن زائدة، وهو ابن أمّ مكتوم جاء إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا نبيّ الله، إنّي شيخ ضرير خفيف الحال نحيف الجسم وليس لي من يأخذ بيدي إلى ميدان القتال فهل أُعذر أنا إذا لم أحضر وأشارك في الجهاد؟ فسكت النبي صلّى الله عليه وآله، فنزلت الآية.


 


 

 
 

 

 

2024-07-30 | 55 قراءة